51. لقاء الملك

8.6K 671 553
                                    

-يا جلالة الملك، وصلتنا رسالةٌ من الأكاديمية السحرية.

-اقرأها.

"إلى الملك راكان دي سيلڨا:
سنتناقش بشأن تسليم الساحرة الهاربة وجهاً لوجه قريباً وسأحضرها معي.
                    المرسل: لوثر سلفادور"

اتسعت ابتسامة الملك ولمعت عيناه وقال:
-كما توقعتُ تماماً. هو لن يسلّمها لنا حتى لو كانت شيطانة.

أحد الأتباع الذين يقفون أمام الملك بانتظار أوامره والمدعو كيفانس قال:
-جلالتك، إنّه يماطل ويرفض الامتثال لطلبك بهدوء، هل نرسل لهم رؤوس بعض السحرة لنبيّن لهم جديّة تهديدنا؟

والملك ضحك ساخراً وقال:
-أيّها الأحمق! تحتاج لمئة قرنٍ لفهم ما يحدث.
هل تظنّ أنّهم لا يعلمون أنّني لا أهدد عبثاً؟

هو تولّى الردّ عليّ بنفسه وهذا يشير على أنّ مدير الأكاديمية قرر الخضوع لطلبي بالفعل وأنّ لوثر هو الوحيد الذي يعارض تسليمها وقد قرر تحمّل مسؤولية قراره بنفسه.

ولقد قال أنّه سيحضرها معه وهذا لوحده دليلٌ أكثر من كافٍ على كونه يريد التفاوض وتجنّب الدخول في حربٍ معي.

لذا سأنتظر وأرى ما لديه. الأمور تزداد تشويقاً.

-جلالتك، هل تسمح لي بسؤال؟

-اسأل.

-لمَ تتصرّف بحذرٍ شديد مع ذاك الساحر؟ كلّ ما عليكَ فعله هو أن تأمرنا ونحن سنحضر لكَ رأسه مهما كان قويّاً.

الملك ابتسم ورمق تابعه بنظراتٍ ساخرة قبل أن يقول:
-حسناً لكَ ذلك كيفانس. اذهب وأحضر لي رأسه وخذ ما تريد معك من الشياطين لأجل ذلك.

كيفانس لم يصدّق أنّ الملك وافق بالفعل. وقف باحترامٍ وقال:
-أمرك جلالتك! سأبدأ التنفيذ حالاً.

وانصرف مغادراً بالفعل وخلفه أتباعه.

الملك نطق ساخراً:
-كنتَ تابعاً جيّداً كيفانس. ولكنّك مغفّلٌ ولا تجيد تقدير خطورة أعدائك. على المرء أن يعرف حدوده وألّا يحاول تجاوزها.

ألستُ محقاً آيزاك؟

وآيزاك الذراع اليمنى للملك والذي يقف على يمينه أغلب الوقت  يراقب ما يحدث بصمتٍ وينتظر أوامره قال:
-بالطبع جلالتك. سيتعلّم الدرس قريباً ولكنّه سيكون آخر درس يتعلّمه في حياته.
ذاك الملاك لن يتركه يعود حيّاً أبداً.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن