60. الطعنة بعشرة أمثالها

5.8K 473 242
                                    

أوّل من عاد إلى الأكاديميّة كان ليون.

هو كان الأقرب إلى الأكاديميّة بين الجميع.

كما أنّه كان قلقاً جداً على آيلا، هي استخدمت سحر الزمن لمدّةٍ تفوق قدرة احتمالها بكثير وكان يخشى كثيراً أنّها تأذّت بسبب ذلك.

كان مثخناً بالجراح. حالته كانت سيئة جداً. الدماء كانت تغطّي خاصرته وجانب وجهه وبالكاد يمشي مترنّحاً ومن الواضح أنّه خاض نزالاً شرساً.

كان فخّاً، كانوا يعلمون بخطتهم، الساحر الذي كان ليون يستهدفه لم يتأثّر بإيقاف الزمن ونشب قتالٌ عنيفٌ بينهما وكان قويّاً بشكلٍ مرعب وكاد يهزم ليون ويقتله ولكن ساحر أرضٍ غريب تدخّل لمساعدته بآخر لحظة ولولاه لكان جثةً هامدة بالفعل.

حمى ليون منه لبعض الوقت ولكنّه لم يحاول مهاجمته أو قتاله أبداً وطلب منه الهرب ولكن ما إن استعاد ليون طاقته قليلاً حتى بذل كلّ جهده وسحره لقتله بعدها قبل فوات الأوان. 

ولكنّه تأخّر كثيراً، وكلّ ما كان يهمّه في هذه اللحظة هو آيلا فقط.

وحين رأى القائد يحملها في حضنه وهي ساكنة بلا حراك الصدمة شلّت جسده.

لم يستطع التنفس ولا الاقتراب.

هذا مستحيل!

هي مرهقة ونائمة فحسب حتماً.

اقترب منها ببطءٍ شديد بالكاد وقدماه ترفضان مطاوعته.

القائد رفع بصره إلى ليون وحالما تلاقت أعينهما فالخبر المشؤوم تمّ تأكيده.

ليون رفض تصديق الأمر تماماً.

ليس آيلا، وليس بسببه! 

انهار على ركبتيه أمامها ومدّ يده ليمسك بيدها ونطق بخفوت وصوته بالكاد طاوعه للخروج:
-آيلا، انهضي أرجوكِ. آيلا!

ولكن جسد آيلا كان ساكناً بلا حراك.

ليون تلمّس وجهها البارد ومجرّد تخيّل أنّها لن تبتسم له بعد الآن ولن تكون موجودةً في حياته جعل الدم يتجمّد بعروقه لهول الصدمة.

هو سحبها لحضنه بعد ذلك وضمّها بقوّة ودموعه سالت بلا توقف.

آيلا كانت تعني له الكثير، كلّ شيء.

-آيلاااا لااا!

صراخه تردّد صداه في كلّ الأكاديميّة.

انهار بالكامل وبكى بحرقةٍ حطّمت ما تبقّى من روحه المحطّمة أساساً.

خسارة توأمته الحقيقية وخسارة لونا والآن آيلا! هذا كان يفوق قدرة احتماله بكثير.

َوالمرعب في كلّ ذلك أنّه السبب!

هذه الفكرة وحدها دمّرته تدميراً وشلّت أنفاسه.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن