61. لكلّ غروبٍ نهاية

8.4K 648 889
                                    

العدوّ قنّاصٌ أعمى، أمّا الصديق يعرف كيف يصيب الهدف!
فاحذر عدوّكَ مرّة؛ وصديقك ألف مرّة!

لا شيء يمكن أن يدمّر لوثر كما يمكن أن يفعل إيذاء فردٍ من عائلته.

وآدريان بالتحديد كان نقطة ضعفه الأكبر.

ولونا كانت تعلمُ تلك الحقيقة جيّداً.

.
.
.
.
.

آدريان باغت ساحر الاستعباد بهجومٍ شرس، استطاع توجيه ثلاث ضرباتٍ قويّة ولكن غير قاتلة له.

حطّم له بضع عظام وجعله يتقيّأ دماً.

ولكن ما كان يخشاه قد وقع حينها، دائرةٌ سحريةٌ مظلمة انبثقت أسفله وشعر بحرقٍ شديدٍ على عنقه والألم كان مبرحاً لدرجة أنّه انهار أرضاً.

قاوم بكلّ ما يستطيع. ولكنّ الختم كان أقوى منه بمراحل.

ساحر الاستعباد لم يكن بأضعف حالاته بل بأقواها.

وكلّ مقاومته ذهبت أدراج الرياح وخضع لختم الاستعباد بالفعل!

روبيرتو اقترب حتى وقف أمامه بابتسامةٍ منتصرة قائلاً:
-سعيدٌ بانضمامك لعبيدي يا آدريان سلفادور.

آدريان حدّق به مصدوماً لمنحه لقب سلفادور وظنّه أخطأ بينه وبين جوليان وأيّاً من ذلك لم يكن مهمّاً بل نهض وهاجمه بشراسة لولا أنّ ألماً مبرحاً فتك بجسده وأسقطه أرضاً قبل أن يلمسه.

مستحيل! لا يمكنه أن يخذلها بهذه السهولة أبداً!

لذا حاول مرةً تلو مرّة وبكلّ ما يستطيع ولكنّه كان يدمّر جسده ويؤذي نفسه فقط.

آدريان لم يشك ولو للحظةٍ واحدة أنّ لونا من نصبت له هذا الفخ بملء إرادتها في المقام الأوّل.

هو كان مؤمناً وواثقاً بها بكلّ ذرّة من جوارحه.

لهذا حين رآها تقف بجوار روبيرتو بملامح باردة جداً كانت صدمته مزلزلة.

وقد حطّمت آخر آماله حين نطقت بكلّ برود:
-توقف عن المقاومة آد فأنتَ ستؤذي نفسك فقط لا غير. لا يمكنك التحرر منه أبداً. وبالأخص أنّه الآن أقوى من أيّ وقتٍ مضى.

آدريان شعر بمرارةٍ رهيبة تغمر روحه وهزّ رأسه يميناً وشمالاً رافضاً وهو يقول:
-مستحيل! أنتِ لن تفعلي ذلك أبداً! هذا مستحيل! ليس أنتِ لونا! أنتِ كنتِ مرغمة أليس كذلك؟ السافل أرغمك حتماً!

لم تتبدّل ملامح لونا بل تقدّمت من آدريان ببطءٍ حتى وقفت أمامه تماماً.

هي نطقت بصوتٍ خاوٍ جداً:
-أنا آسفة آد، أنتَ لا تستحق ولا ذنب لكَ بأيّ شيء ولكنّك نقطة ضعفه المدمّرة! لا شيء سيكسره ويحرق قلبه أكثر منك وأنا أريد تدميره بأيّ ثمن وبأيّ وسيلة.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن