12. انتحار

5K 458 83
                                    

قبل أن أنطق بأي حرف قاطعني ليون قائلاً:
-ليس الآن لونا.

رمقته بدهشة. لم أتوقع أن يطلب منّي تأجيل الأمر. ظننته يريد إظهار الحقيقة بأسرع وقت.

-ما المشكلة التي تخفيانها عنّي أيّها الصغيران؟

ارتبكت حينها ولم أدرِ ما يجب أن أقول وتدارك ليون الأمر قائلاً:
-ليست مشكلة. سنخبرك بالأمر قريباً يا أبي. فقط أمهلنا بعض الوقت.

استغرب والدي كلام ليون. هذا طبيعيّ إذ أنني وليون لم نتبادل كلمةً منذ أيام فما هو الأمر الذي قد نخفيه عنه فجأة؟

تنهدتُ بإحباط إذ أنني بالكاد تمالكت شجاعتي لقول الحقيقة وليون خرّب كلّ شيءٍ دون أيّ سببٍ واضح.

حلّ الصمت بيننا بعدها وكنتُ على وشكِ الانسحاب ولكنّ والدي سبقني قائلاً:
-عمتما مساءً إذاً. لديّ عملٌ مهمٌ غداً وعليّ النوم باكراً.

-عمتَ مساءً أيضاً يا أبي.

لا أدري إن كنتُ أبالغ إن قلتُ أن والدي تركنا وحدنا متعمداً كي يفسح لنا مجالاً للحديث معاً. أظنّه يتمنّى إصلاح علاقتي بليون وهذا يشعرني بالحزن أيضاً لأنّ أمله سيخيب لاحقاً جداً.

أراد ليون المغادرة أيضاً ولكنّي أوقفته قائلة:
-أظنّك تدين لي بتفسيرٍ لسبب منعك لي من البوح بالحقيقة.

رمقني ببرودٍ شديد وقال:
-لا أدين لكِ بأيّ شيء. أنا منحتك المزيد من الوقت فقط.

عينيه كانتا حادتين جداً وقاسيتين.

عبستُ قائلة:
-أنا لم أرتكب أيّ خطأ... لمَ تعاملني بهذه الطريقة؟

احتدت ملامحه وهو يقول:
-لأنّك مخادعة وسارقة.

رغم الألم دافعت قائلة:
-أنا لم أفعل ذلك بإرادتي. هذا هو الأمر الواقع الذي تمّ وضعي فيه. ما الذي كنتَ تريد منّي فعله! أن أنتحر! أن أصرخ قائلةً أنني لستُ لونا بل شخصٌ آخر...هل كنتم ستصدقونني حينها!

ولكن ليون ردّ بحدة:
-أجل كان عليكِ أن تنتحري أيضاً! رغبة لونا الأخيرة كانت الموت ولا أحد يمكنه أن يتخيّل مدى اليأس والخوف الذي عاشته في لحظاتها الأخيرة ووحيدةً أيضاً!

لا يحقّ لكِ أن تحتلّي جسدها هكذا وتسرقي مكانها وعائلتها وحياتها وكأنّ شيئاً لم يكن.

كأنّها لم تكن موجودة يوماً!

نبرته انكسرت في نهاية كلامه وألمٌ هائلٌ سكن ملامحه.

رمقته بصدمةٍ شديدة. هو يريد منّي أن أنتحر! أتفهم عدم تقبّله لي ولاحتلالي لجسد شقيقته ولكن أن يطلب منّي الموت فهذا لا يحتمل أبداً.

نهضتُ واقفة ودموعي تتسابق في الهطول.

رمقته بقهرٍ قائلة:
-ستندم على ذلك...أقسم لكَ ليون.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن