59. حتّى آخر نفس!

6.2K 460 668
                                    

في مملكة سيليا، في قصر عائلة لوريوس الذي أعيد ترميمه وبناؤه من الصفر بعد الحريق السابق.

أليكس كان يجلس في الحديقة تحت أشعة شمس الصباح الدافئة وشعورٌ بالملل الشديد يداهمه طوال الوقت.

شعر كما لو أنّه عجوزٌ في السبعينات تقاعد من عمله الذي كان يملأ وقته وشعر بالفراغ والملل بعد ذلك.

أمام ناظريه وعند مخرج القصر كان والده وآلبرت يستعدّان للرحيل نحو القصر الملكيّ لحضور أحد اجتماعات مجلس اللوردات الجديد والذي قام الملك الجديد بإنشائه ودعوة والده للانضمام إليه ووالده قبل الدعوة كنوعٍ من السلام مع الملك الجديد.

الملك عرض على أليكس نفس منصبه السابق وأليكس رفض، هو لم يكن سياسيّاً محنّكاً كوالده وشقيقه ولم يكن يستطيع تغيير ولائه بهذه السهولة وتناسي فشله السابق أيضاً حتى لو كان هذا الملك أكثر أحقيّةً بالعرش.

لحسن الحظ أنّ هذا الملك كان متفهّماً وإلّا لاعتبره متمرّداً وقطع رأسه.

والده وآلبرت كانا تقريباً يتسلّلان تسلّلاً نحو الخارج وكأنّهما يهربان من شيءٍ ما وسرعان ما اكتمل المشهد بظهور ما كانا يهربان منه راكضةً وبملابس الخروج الكاملة وتجرّ خلفها حقيبةً سفريةً صغيرة.

وكما لو أمسك بهما متلبّسين كلاهما عبسا وتنهّدا باكتئاب.

لسرعتها الكبيرة فهي لم تستطع التوقّف في الوقت المناسب واصطدمت بآلبرت اصطداماً كاد يسقطها أرضاً ولكنّ آلبرت أمسكها بآخر لحظة.

هي ابتسمت ولمعت عيناها وأشارت لهم أنّها جاهزة.

وذلك زاد بؤس والده وشقيقه.

هذا المشهد يتكرر دوماً.

آريا تصرّ على مرافقة آلبرت إلى أيّ مكانٍ يذهب إليه. وهو كان يضطر مرغماً لاصطحابها لأيّ مكان ولكن ليس إلى القصر الملكيّ. الأمر خطيرٌ عليها ولو اكتشف أحدٌ حقيقة أنّها نصف شيطانة هناك فستكون كارثة.

ولكن أيّاً من ذلك لم يكن يقنع آريا.

آلبرت نطق بحزم:
-لا يمكنك الذهاب معنا آريا وهذا نهائيّ!

سرعان ما قلبت آريا شفتها بحزن ولمعت عيناها منذرةً بعاصفة من الدموع.

الدموع كان سلاحاً فتّاكاً يزعزع ثبات آلبرت حالاً. رقّ قلبه ورفع بصره إلى والده متسائلاً إن كان بإمكانهم اصطحابها هذه المرّة ولكنّ والده قابله بنظراتٍ صارمة ورافضة قطعاً.

آلبرت أعاد بصره إلى آريا وقال:
-أعدك حين نعود سآخذكِ لأيّ مكانٍ تريدين.

وآريا غرقت بالبكاء حالاً.

وأليكس الذي كان يراقب المشهد كان غارقاً بالضحك.

من يرى آلبرت في الماضي ومن يراه الآن وهو مهزومٌ من قبل طفلةٍ صغيرة لا يصدّق أنّه نفس الشخص أبداً.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن