14. نقطة سوداء

7K 678 103
                                    

في اليوم التالي تلقيتُ توبيخاً شديداً من أبي ومن آلبرت.. والسبب؟ لأنني كذبتُ كثيراً البارحة. لم يكن هذا لائقاً بفتاةٍ نبيلة أبداً. لذا اضطررتُ للاعتذار كثيراً.

دافعتُ عن نفسي قائلة:
-أنا حقاً آسفة. ولكن لم أكن أعلم أنّك تجيدُ الرسم. أنتَ لم تخبرني بذلك أبداً.

استنكر آلبرت كلامي بشدة قائلة:
-أنتِ لا تتوقفين عن الكذب حقاً.

وانتهى الأمر بخصامٍ شديدٍ بيني وبين آلبرت لأنّه استاء كثيراً من كذبي على خطيبته والتي ستكون فرداً من عائلتنا مستقبلاً.

حقاً أنا لم أقصد الكذب عليها ولكنها باغتتني بسؤالها عمّا أفعله هذه الأيام ولم يخطر في بالي أيُّ ردٍّ ملائم.

ليتني قلتُ الحقيقة فقط. صدقاً لقد توتّرت وارتبكت وخشيتُ من إخبارهم بحقيقة أنّني أتدرب على فنون القتال فيظنّون أنني أخطط لمصائب جديدة ولهذا كذبت، لم أقصد حقاً.

كيف عليّ إرضاء آلبرت الآن؟ إنه بالأساس لا يثق بي ولا يحبني كثيراً. لا بأس سأعثر على حلٍّ ما حتماً.

أليكس خرج في مهمة لذا لن يكون هناك تدريب اليوم.

وشعرتُ بالفراغ فجأة. أنا لا أملكُ ما أفعله حقاً باستثناء التدريب. كم أنّ حياة الفتيات فارغة في هذه المملكة.

وبعد تفكيرٍ طويل توصّلتُ لحلٍّ مقبول. إزعاج ليون قليلاً سيكون جيداً. هو لا يتوقف عن معاملتي كمزهرية في هذا القصر لذا حان دوري لأزعجه قليلاً.

وبالفعل توجهتُ لغرفته. طرقت الباب ثم دخلت دون أن أسمع إذنه حتى.

كان يجلس خلف طاولةٍ كبيرة في غرفته يكتب أمراً ما وقد رمقني باستياء لاقتحامي غرفته بهذا الشكل.

تأمّلتُ غرفته بدهشة... كانت مذهلة. مليئة باللونين الأحمر والبنفسجي كلون عينيه. بالإضافة إلى الكثير من اللوحات المذهلة معلّقةٌ على جدران الغرفة.

حتّى أنّ هناك لوحةً ضخمة تتصدر أحد الجدران وتضمّ رسمةً لجميع أفراد عائلتنا بلا استثناء... حتى أنا.

شعرتُ برغبةٍ بالبكاء لمجرّد أنني موجودةٌ في هذه اللوحة....هو لم يقم باستثنائي منها.

-هل أنتَ من رسم هذه اللوحات؟؟

وبعد صمتٍ طويل هو قرّر مسايرتي وردّ بهدوء:
-لا... آلبرت من رسمها ولكنه لا يحبّ تعليقها في غرفته لذا أنا آخذ ما يعجبني منها وأعلّقها في غرفتي.

والآن غادري بسرعة فأنا مشغول.

تجاهلته ونظرتُ إلى اللوحة مجدداً وشعرتُ بدموع السعادة تتجمع في عينيّ بالفعل.

آلبرت لم يقم بتجاهل وجودي أيضاً.

شعرتُ بيد ليون تمسك بمرفقي وتديرني نحوه بقوة. ملامحه كانت مستاءة ولكنه حين رأى دموعي سأل بدهشة:
-لمَ تبكين الآن؟

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن