32. جريمةٌ كاملة!

4K 356 97
                                    

اتجهتُ إلى أحد الأماكن البعيدة عن الأنظار خلف أحد الأبنية الخالية ليلاً.

أنا منهكة حقاً فقد قضيتُ يومين كاملين في الغابة أحارب مصاصي الدماء ولم أحظَ بقسطٍ من الراحة بعد.

اليوم كان آخر يومٍ في العطلة وغداً لديّ دوامٌ في الأكاديمية لذا عليّ النوم باكراً كي لا أتأخر كعادتي صباحاً.

وبتذكّر ذلك شعرتُ بالاستياء من المزعجين الذين نغّصوا عليّ وقتي الثمين.

وصلتُ للمكان المطلوب ووجدتُ تجمعاً يضمّ خمسة شبّان والثلاث فتيات اللواتي كدتُ أنجح بالتخلص منهنّ لولا تدخل ذلك القرمزي.

أليس من المفترض أنّه عاقبهنّ وأنهنّ تعلمنّ الدرس؟ لم هنّ مصرّات على الموت على يديّ لهذه الدرجة؟

انتبهوا لحضوري وتقدّم الشبّان نحوي حتى حاصروني تماماً من جميع الجهات وسدّوا عليّ جميع طرق الهرب...كما يظنون.

أحدهم نطق ساخراً:
-يبدو أنّ التهديد قد نفع معك. لقد أتيتِ إلينا بقدميكِ ولابدّ أن نعتني بكِ جيداً.

تذكّرتُ تلك الورقة التي عثرت عليها على سريري حال عودتي للغرفة.

والتي كانت تحمل تهديداً بقتلي إن لم آتِ إلى هذا المكان بعد ساعة.

كم هذا سخيف وكم أردتُ تجاهل الأمر ولكنّ شيئاً ما في داخلي أخبرني أنّ هناك فريسةً جيدة بانتظاري.

حاولتُ مقاومة هذا الشعور وحتّى أنّني ذهبت إلى آدريان لإخباره بالأمر كي لا أتمادى وأقوم بقتلهم.

ولكن ما ذنبي إن كان قدر هؤلاء الأغبياء أن يموتوا على يديّ الليلة.

تثاءبتُ بنعاس قبل أن أرمقهم بازدراءٍ قائلة:
-ما الذي تريدونه منّي؟ ألم تتعلموا الدرس بعد؟

أحدهم تقدّم نحوي وقام بلكمي بقوة على وجهي حتى سقطت أرضاً وقال:
-نريد أن نلقنّك درساً لاقترابكِ من صديقاتنا والتسبب بعقابهنّ.

حانت منّي التفاتةٌ نحو الفتيات اللواتي يقفن بعيداً ولا يجرؤن على الاقتراب ولابدّ أنهنّ خائفاتٌ من ظهور ذلك الشخص مجدداً ومن العقاب.

نظرتُ نحو الفتى نفسه بغضبٍ مصطنع قائلة:
-هل تظنّ أنّه يمكنك ضربي هنا دون أن يعلم أيّ أحد؟
هناك سحرة رصدٍ يراقبون الأرجاء وسيعلمون قريباً جداً بما تفعلونه وسيأتون لمعاقبتكم بشدة.

الفتى تلفّت حوله بقلق. بالطبع هو يخشى العقاب.

نظر نحو أصدقائه قائلاً:
-هل أنتم واثقون ألّا أحد يرانا هنا؟ ألا يوجد مكانٌ آخر أكثر أماناً؟

قاطعته قائلة:
-المكان الوحيد الذي لا يخضع للرقابة هو الغابة المحظورة. لذا لا تفكروا بالهرب لأيّ مكان. سيأتون لأجلكم قريباً وسيتم معاقبتكم.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن