75. الحدُّ الآخر..!

15.3K 763 1.6K
                                    

عمليّة إعادة هيكلة جذريّة لكلّ القوانين والأنظمة بدأت في مملكة أدراستيا.

أوّل ما فعلته إليانور هو تكوين مجلسٍ ملكيٍّ مؤقت من بعض الأشخاص الموثوقين.

كانت تعتمد على حدسها بنسبة كبيرة في اختيارهم مبدئياً وستختبر كفاءاتهم لاحقاً.

ومن ثمّ بدأت بعمليّة إعادة سنّ القوانين من الصفر.

هدفها الأوّل كان تدمير نظام العشائر بشكلٍ كامل وإنهاء تلك الحروب الدمويّة التي لا تتوقف بينهم.

بالطبع هي كانت تضع حجر الأساس لذلك فقط وهذه مجرّد خطواتٍ أولى وتنفيذها قد يحتاج أشهراً أو سنين كاملة.

وأليشا كانت ترافقها في كلّ خطوة وتتعلّم منها كلّ ما قد تحتاج إليه قبل أن تتسلّم منصبها كملكة بشكلٍ رسميٍّ.

كايت أيضاً كان يرافقها في كلّ خطوة، مثل ظلّها تماماً، ولكنّه كان هادئاً جداً، لم ينطق بحرف، لم يتدخّل بأيّ قرار، لم يعارض أيّ أمر، كان يراقب فحسب.

وإليانور لم تحاول إبعاده أبداً، إذ أنّ إبقاءه بالقرب وتحت أنظارها أكثر أماناً..!

أكثر قانون بين القوانين الجديدة سبّب جدلاً واسعاً وخوفاً كان قانون التطهير..!

إذ تمّ الإعلان عن حملات تطهيرٍ ستقوم بها المستشارة الملكيّة الأولى لمملكة دراكون إليانور ڨاسيليا كلّ ستة أشهر وستقوم خلالها بإبادة كلّ الآثمين.

آلية تصنيفهم كآثمين كانت مجهولة وهذا ما أرعبهم إذ أنّ جميعهم كانوا مهدّدين بالفعل.

حتّى أليشا خاضت جدالاً عقيماً مع إليانور بخصوص ذلك وحاولت ثنيها عن قرارها ذاك في هذه المرحلة الحسّاسة ولكن إليانور كانت صارمة جداً بخصوص ذلك.

أليشا لم تستطع الاقتناع بفكرة أنّها قادرةٌ على تحديد من يستحقّ الموت من نظرةٍ واحدة ودون أن تعرف شيئاً عنه..!

ولا فكرة أنّ رضيعاً قد يستحقّ الموت لأنّه في المستقبل سيصبح شريراً جداً.

هم جميعاً سمعوا عن حملات التطهير التي خضعت لها مملكة دراكون وسمعوا أيضاً عن النتائج الإيجابيّة التي أسفرت عنها بعد سنوات والسلام الذي ساد بشكلٍ واسع بعد انخفاض نسبة الجرائم والقتل والدمويّة بنسبة هائلة هناك.

لدرجة أنّ شعب دراكون بأسره الآن آمنوا بعدالتها تلك رغم قسوتها وآمنوا أنّ تلك تضحياتٌ ضرورية في سبيل الأفضل..!

ولكن مازال القبول بذلك بالنسبة لشعب أدراستيا بعيداً وخصوصاً أنّ أوّل حملة ستودي بحياة الآلاف كحدٍّ أدنى..!

كان ذلك مرعباً جداً..!

ولكن إليانور ما كانت تهتمّ لكلّ ذلك وكانت تعلمُ أنّ أدراستيا لن تنهض يوماً إن لم تقم بتطهيرها من الآثمين أولاً..!

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن