20. نحو القاع المظلم

6.3K 569 113
                                    

حين استيقظت كانت الغرفة على حالها مدمرةً تماماً.

الباب مازال مقفلاً والشمس قد أشرقت مسبقاً مما يعني أنّ الحفلة قد انتهت.

أنا خرّبتُ حفلة أليكس المهمة... خذلتُ عائلتي ودمّرت سمعتي مجدداً وفقدتُ ثقة الجميع للأبد.

كما أنني جرحتُ ليون... لقد آذيته... كم كان ذلك مؤلماً.

وكلارا أيضاً كانت ضحيةً لي. لقد ضربتها بقسوة. لقد كنتُ كالوحش البارحة. لن يصدقني أيّ أحدٍ بعد ما حدث.

لا أدري ما موقف عائلتي منّي الآن ولا أجرؤ على مواجهتهم أساساً. هل سيقوم والدي بإرسالي لتلك الجزيرة؟

وحتى لو أراد التغاضي عمّا حدث فهو لا يستطيع، لابدّ أن جميع النبلاء والعائلة الملكية سيضغطون عليه لمعاقبتي.

ولكن السؤال الأهم الآن... ماذا حدث لي؟ لمَ فقدتُ السيطرة على جسدي هكذا؟ ما سبب ذلك الحقد الشديد الذي اجتاحني تجاه العالم والبشر!

أريد أن أقتل الجميع... تلك كانت رغبتي الوحيدة.

لقد دمّرتُ كلّ شيء بيديّ هاتين. كلّ ما بنيته خلال أكثر من سنة تدّمر بلحظات.

ما الذي حدث واللعنة؟ أريد أن أفهم فقط.

سمعتُ صوت المفتاح يدار بالباب لذا اندفعتُ بسرعة بعيداً نحو أقصى الغرفة.

لا أدري متى سأفقد السيطرة ولا أريد إيذاء أيّ أحد.

دخل والدي للغرفة وأنا شعرتُ بالهلع الشديد. ماذا لو فقدتُ السيطرة الآن وهجمتُ عليه أيضاً؟

دموعي انهمرت مجدداً ولم أستطع النطق بحرف. أريدهم أن يتركوني وحدي فحسب.

اقترب والدي منّي بملامح مبهمة ومن خلفه كان آلبرت.

كم بدا والدي أكبر من عمره! وكأنه كبر عشر سنواتٍ البارحة. وكم كانت رؤيته منكسراً هكذا بسببي مؤلمة.

صرختُ قائلة بصوتٍ مبحوحٍ تماماً:
-لا تقتربا أكثر. لا أريد إيذاء أيّ أحد.

آلبرت نطق حينها بغضبٍ شديد:
-لقد خدعتنا جميعاً لونا. أوهمتنا أنّك فتاةٌ مختلفة وحين حصلتِ على ثقتنا دمرّت أهم حدثٍ في حياة أليكس.

أنتِ حقيرةٌ جداً. أليكس ساعدكِ ودعمكِ كثيراً. هو لا يستحق أن تفعلي هذا به.

لم أستطع النطق بأيّ حرف. لا أملك تبريراً ولا يمكنني توضيح أيّ شيء. لا يمكنني الاعتذار حتى. لقد انتهى كلّ شيءٍ تماماً.

آلبرت لم يكن مصدوماً مما فعلته... كان يتوقع هذا ولكن يمكنني لمح بعض الخيبة في عينيه. لابدّ أنّه امتلك بعض الأمل حقاً.

أمّا والدي فكان ينظر إليّ بيأس وحزنٍ عميقين. لقد وثق بي وصدّقني حقاً ولكني كسرته وحطمتُ ثقته بي لأشلاء.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن