إليانور كانت تنوي تجنّب لقاء آدريان طوال هذه الزيارة، ليست مستعدّة لمواجهته الآن أبداً ولقاؤهما سيفتح جرحاً في قلب كلٍّ منهما لم يلتئم أبداً.
هي معتادةٌ على رؤية آدريان بالهيئة الشيطانيّة.
نسيت حقيقة أنّه استعاد هيئته الحقيقيّة المطابقة لجوليان!
بالإضافة إلى أنّها لم تستشعر أيّ هالةٍ شيطانيّة حوله..!
ولهذا لم تفكّر مرّتين حين لحقت به وتحدّثت إليه قبل أن تكتشف الحقيقة التي زلزلتها.
تلاقت نظراتهما زمناً طويلاً، نظرات آدريان كانت مليئة بالمرارة والخيبة، ونظرات لور كانت مليئة بالندم.
لم يستطع أحدهما أن ينطق بحرف، ليس هناك ما يقال والألم كان يفوق الوصف.
لم تدرك أنّ دموعها فاضت من عينيها إلّا حين تشوّشت رؤيتها بالكامل وكم كانت حارقة..!
لم تتخيّل أبداً أنّ لقاءه مجدداً سيكسرها لتلك الدرجة..!
كانت مثل الزجاج الذي تصدّع كثيراً وبالكاد مازال متماسكاً، ومن ثمّ أتت الضربة القاضية وانهار كلّ شيء.
وآدريان لم يتخيّل أيضاً أن يزعزعه هذا اللقاء لهذه الدرجة، ظنّ أنّه تخطّى ما حدث بالفعل وتخطّاها ولكن يبدو أنّه لم يتخطّى أيّ شيء..!
حين رأى دموعها شعر بروحه تنتزع من مكانها، تمنّى لو يخبرها أنّه لا بأس، أنّه سيسامحها، فقط لا تبكي..!
ولكنّه لا يستطيع، لا يستطيع مسامحتها أبداً، الأمر يفوق طاقته، الأمر ليس بيده، خيانتها له كانت ضربة قاضية لهما ومحالٌ أن يغفر لها ذلك أبداً.
كلّما تذكّر ما فعلته به كان يشعر بنيران الغضب تغلي في داخله..!
قبض يده بقوّة متمالكاً نفسه بصعوبة وهو يقول:
-لماذا؟ لماذا فعلتِ ذلك بي؟كنتُ مستعدّاً لمنحكِ روحي وحياتي وكلّ شيء، كنتِ أغلى ما أملك يوماً..!
كيف طاوعكِ قلبك على الغدر بي بتلك الطريقة الرخيصة والقذرة..!
امنحيني سبباً واحداً مقنعاً، أخبريني أنّكِ كنتِ مرغمة! أخبريني أنّه لم يكن أمامك أيّ خيارٍ آخر للنجاة بحياتك!
أخبريني بأيّ شيء! أيّ مبرّر! ولو كان كاذباً..!
ليس لأنّني أريد أن أسامحك وأغفر لكِ ما فعلته، بل لأنّني أريد أن أتخطّى ما حدث، أريد أن أتخطّاكِ وأنساكِ وأنتشلكِ من حياتي وعالمي وكأنّك لم تكوني موجودةً يوماً..!
مسحت دموعها بقوّة بكمّ معطفها وحدّقت به بعينين محمرّتين تحاول التماسك ولو قليلاً وهي تقول:
-ماذا لو قلتُ أنّني فعلتُ ذلك وأنا أعلمُ جيّداً أنّك ستكون بخير وأنّ أذىً لن يمسّك..!
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالبداية كانت في عالمٍ آخر...! وكانت تلك أوّل خديعةٍ فقط..! سبعُ ممالكَ كُبرى...وسبعُ أجناسٍ مختلفة..! وبالنسبة لها، عائلةٌ دافئة كانت تغنيها عن العالم بأسره..! وكان ذلك حلمها الوحيد..! أمّا هو...! وريثُ عرشِ أعظم مملكة..! حلمه الوحيد كان حماية من...