69. الوداع يا لونا لوريوس

7.3K 468 964
                                    

لوسيان وصل لأرض دراكولا أخيراً، أرضُ مصّاصي الدماء التي تقبع تحت سطح الأرض بعمق عدّة أميال ولا يصلها نور الشمس أبداً.

يعتمدون على أحجارٍ كرستاليّة مضيئة للحصول على النور رغم أنّهم يبصرون في الظلام كما لو كان وضح النهار.

الدخول والخروج منها مستحيل إلّا من خلال بوّابة لا يمكن أن يفتحها إلّا أفراد العائلة الملكيّة...ومنهم لوسيان...الأمير المنفيّ.

ولهذا أغلبُ مصّاصي الدماء لم يحظوا بفرصة رؤية العالم الخارجيّ من قبل.

ولوسيان بعد أن واجه العالم الخارجيّ بكلّ جوانبه، القاسية والجيّدة، أدرك أمراً مهمّاً، الاختباء في أرضهم هو مجرّد أمانٍ وهميّ، وحين ينهار الحاجز الذي يعزلهم عن العالم، سيتجرّعون الويلات.

هناك الكثير من القوانين والتقاليد البالية التي يحتاج لتحطيمها بالفعل إن أراد لبني جنسه النجاة في هذا العالم الذي لا يرحم أحداً.

في اللحظة التي وطأت قدمه أرض المملكة كلّ مصّاص دماء يعيش هناك شعر بحضوره الرهيب واقشعرّت أجسادهم خضوعاً له.

لقد عاد ملكهم الحقيقيّ..!

هذا ما تبادر إلى ذهنِ كلٍّ منهم وهم يشعرون بتلك الهالة الساحقة التي تحيط به والتي تتفوّق بوضوح على هالة كلّ أفراد العائلة الملكيّة الحاليّين.

قانون الملكيّة في أرضهم لم يتغيّر منذ الأزل، الملك هو الأقوى والأقوى هو الملك.

ومصّاصي الدماء مشهورون بولائهم الشديد والمطلق لملوكهم.

جميعهم خرج إلى الشوارع لاستقبالته وانحنوا له باحترامٍ ووقار ولكنّه اختفى في الآن ذاته لينتقل بسرعته الضوئيّة إلى القصر الملكيّ فهدفه يكمن هناك.

حطّ بقدماه على حافّة إحدى شرفات القصر محدّقاً بنظراتٍ واثقة وحازمة بمن يقفان بانتظاره، والده وشقيقه.

نظرات والده كانت باردة وقاسية كالمعتاد، لم يتغيّر أبداً، وكأنّه فارقه البارحة فقط وليس قبل قرون.

والده الذي لم يتردد لحظةً واحدة في نفيه بعيداً حين اكتشف ضعفه الذي لا يليق بكونه ابناً له ووريثاً للعرش.

لم يحاول حتى مساعدته أو دعمه بأيّ شكل بل تخلّى عنه حالاً ورماه للعالم الخارجي ليقاسي الويلات هناك هو ومن لحق به من المخلصين له قبل أن يستطيع الاستقرار أخيراً في غابة الأكاديميّة المحمية جزئياً قبل أن تكون الأكاديميّة موجودة حتّى.

ولذا مهما حدث، لن يغفر لوالده أبداً، هو تخلّى عنه في وقت ضعفه وحين كان بأمسّ الحاجة إليه، والآن وهو في أوج قوّته لم يعد بحاجة لوالده أو أيّ أحد.

ولم يمنح شقيقه الأصغر، الملك الحاليّ لمصاصي الدماء، أيّ نظرة رغم شعوره بتحديقه به.

قفز عن حافّة الشرفة واقترب منهما بخطوات بطيئة وواثقة ليقف مقابلاً لوالده ويبتسم قائلاً:
-لقد عدتُ يا أبي.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن