مضت ثلاث سنواتٍ كاملة.
ثلاث سنواتٍ كانت كافية لينقلب العالم فيها رأساً على عقب.
تغيّرت موازين القوى ومعادلاتٌ جديدة انبثقت للوجود.
مملكة لوران التي كانت تحتلّ عرش القمّة لردحٍ طويلٍ من الزمن تراجعت للمراكز الأخيرة بعد الدّمار والخراب الكبير الذي لحق بها في السنوات الماضية.
جيشها الذي كان عظيماً لا يقهر انهار بالفعل وتشتّت بالكامل.
خسرت أسطولها البحريّ الأسطوريّ وملكها أضحى ملكاً بالاسم فقط.
بعد مقتل ابنه الوحيد سلّم زمام الأمور لملك الشياطين الذي أحكم قبضته على كلّ شيء لدرجة أنّ الملك نفسه لن يستطيع إبعاده بعد الآن.
الشياطين الذين كانوا بالآلاف في المملكة في البداية أصبحوا بالملايين الآن، أصبحت موطنهم الثاني والمفضّل، أو بالأحرى، أصبحت أرضاً يمارسون بها كلّ عهرهم وفجورهم.
لا حسيب ولا رقيب، ملكهم منحهم الصلاحيّة لفعل ما يحلو لهم..!
أحرقوا المنازل بقاطنيها، قتلوا كلّ من اعترض طريقهم، دمّروا المدارس والمراكز الطبيّة بالكامل، شرّدوا الأطفال وعذّبوهم بوحشيّة.
اغتصبوا أيّ فتاةٍ رغبوا بها، امرأةً كانت أو مجرّد طفلة! سرّاً وعلانيةً! وأمام عائلتها حتّى.
كلّ فسادهم وانحلالهم وشيطانيّتهم مارسوه في لوران.
دنّسوا نقاء ثلجها وعاثوا بها فساداً وأعادوها قروناً للوراء.
وملكهم كان سعيداً وراضياً بحجم الدّمار والخراب الذي لحق بلوران بفضل شياطينه.
والآن حتّى لو عاد لوثر سلفادور، يحتاج قروناً لإعادة لوران إلى ما كانت عليه!
كانت الأمور تسير على أفضل ما يرام لولا حركة التمرّد التي بدأت ضدّهم قبل عامين.
كان تمرّداً صغيراً في البداية شمل أطراف المملكة الشرقيّة المتاخمة للحدود المشتركة مع مملكة سيليا.
وقد كان واضحاً أنّ ذلك التمرّد مدعومٌ من مملكة سيليا.
المناطق التي بدأ منها التمرّد كانت بعيدة عن العاصمة والمدن الكبرى التي يتمركز بها الشياطين بأعدادٍ ضخمة لذا لم يحرّك ملك الشياطين ساكناً في البداية.
ولكن شعب لوران الذي ذاق الأمرّين على يد الشياطين انضمّ للتمرّد وأعلن دعمه له وحركة التمرّد تفجّرت بقوّة أكبر وتحوّلت لثورة اجتاحت مدناً كبرى وآلاف الشياطين لقوا حتفهم بسبب ذلك.
أعلن الثائرون استقلالهم عن الحكم الملكيّ الحاليّ في المناطق التي سيطروا عليها.
وأعلنوا أنّ هدفهم الوحيد إسقاط ذلك الحكم والمقاومة حتّى طرد آخر شيطانٍ من المملكة.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasíaالبداية كانت في عالمٍ آخر...! وكانت تلك أوّل خديعةٍ فقط..! سبعُ ممالكَ كُبرى...وسبعُ أجناسٍ مختلفة..! وبالنسبة لها، عائلةٌ دافئة كانت تغنيها عن العالم بأسره..! وكان ذلك حلمها الوحيد..! أمّا هو...! وريثُ عرشِ أعظم مملكة..! حلمه الوحيد كان حماية من...