11. مشاعر مزيّفة

7.6K 697 86
                                    

تدريباتي مع أليكس كانت غريبة جداً ولكن لم أجرؤ على التذمّر أمامه مطلقاً.

أنا ومنذ أسبوع أتدرب على ضرب بضع خطوط رسمها على شجرة بسيفٍ خشبيّ بلا توقف.

طوال وقت التدريب لساعات وأنا أضرب تلك الخطوط فقط. كنتُ أتذمّر كثيراً داخلياً ولم أجرؤ على إظهار ذلك لأنه قال لي وبكلّ وضوح منذ البداية أنني إن خالفتُ تعليماته أو تذمرتُ مرةً واحدة فهو سيلغي قرار تدريبي تماماً.

يداي فقدتُ الإحساس بهما منذ أيام وعضلاتي تشنجت بشدة في البداية ولكنها الآن أفضل حالاً.

وأخيراً وبعد أسبوعٍ من ذات التدريب وقف بجواري بابتسامةٍ فخورة قائلاً:
-لقد تحسنتِ كثيراً. لم أتوقع أن تصمدي لأسبوعٍ حقاً. أنتِ تتجاوزين توقعاتي دائماً.

حسناً هذا يكفي. سننتقل للتدريب التالي الآن.

نظرتُ إليه بابتسامةٍ واسعة ورميتُ السيف الخشبي أرضاً رغم أنني لا أفهم عن أيّ تحسنٍ هو يتحدث فأنا لم أفعل أيّ شيء ذو قيمة وربما كان يختبر صبري فحسب ولكن المهم أنني سأنتهي من هذا التدريب الكئيب وسأبدأ بالتدريبات الجادة أخيراً.

سألته بحماس:
-إذاً كيف سنبدأ تدريبنا الآن؟؟

ابتسم قائلاً:
-ابدئي بركل ذات الخطوط التي كنتِ تضربينها بسيفك. ومثل السابق...إن توقفتِ لحظةً واحدة فانسي أمر التدريب تماماً.

طرفت بعينيّ عدة مرّات أحاول استيعاب الأمر واستنكرتُ بشدة:
-أنتَ تمزح حتماً. هل هذا تدريبٌ أم عقوبةٌ ما!

ابتسم ببراءة قائلاً:
-لم أسمع جيداً. هل قلتِ شيئاً؟

زفرتُ نفساً حانقاً ونفيتُ قائلة:
-أبداً.

وركلتُ الشجرة بكلّ قوتي لأتأوه بألم وأنا أقفز على قدمٍ واحدة بينما علا صوت ضحكات أليكس الساخرة في المكان.

هو ينتقم منّي حتماً!
.
.
.
.
.

جلستُ برفقة عائلتي على مائدة العشاء وتناولنا طعامنا بصمتٍ يقطعه حديث أليكس مع آلبرت أحياناً.

أنا بالكاد كنت أستطيع إمساك الملعقة فأصابع يدي تؤلمني بشدة كما أنّ ألم قدميّ كان مريعاً لذا لم أستطع سوى تناول القليل جداً ورغم ذلك بقيتُ جالسة معهم كي لا يلاحظ أحدٌ ذلك.

-لونا أنتِ صامتة على غير العادة؟

رفعتُ بصري نحو والدي بابتسامةٍ خافتة:
-أنا متعبة قليلاً فحسب يا أبي.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن