قادنا إلى الجناح الملكيّ الطبي بعد ذلك.
دخلنا للجناح وعلى سريرٍ وثير كان الأمير الغبي مستلقياً وهناك ضمادات كثيرة تلفّ عدة مناطق في جسده.
انتبهت لجلوس الملك على مقعدٍ وثير بجوار السرير. وقد عرفتُ أنّه الملك من ردائه الملكيّ وشبهه بابنه.
هو نظر نحو القائد بنظراتٍ مظلمة قائلاً:
-هل يمكنك أن تفسّر لي هذا أيّها الأمير لوثر؟
تباً. لمَ هم دائماً يوجهون اللوم للقائد! هذا يضعني في موقفٍ أسوأ أمامه لاحقاً ويزيد من شدة عقوبتي!
القائد وجّه نظرةً حادّة لجوليان والأخير انكمش مرتبكاً.
هو يظنّ أنّ جوليان هو من فعل ذلك حقاً!!
تقدّم نحو الملك قائلاً ببرود:
-لا أملك أيّ تفسير.
احتدت نظرات الملك وحوّل بصره إلى جوليان ومن ثمّ حطّت نظراته عليّ.
تحولت نظراته لصدمةٍ شديدة وقال مستنكراً:
-هل هذه شيطانة؟؟
القائد ردّ ببرود:
-أجل.
الملك استنكر بشدة قائلاً:
-كيف أحضرت شيطانة إلى هنا؟؟ هل تنوي التسبب بكارثةٍ أخرى؟
القائد حافظ على نبرته الباردة وهو يقول:
-أنا ملاكٌ الآن. لا يمكن لشيطانٍ أن يعبث معي لذا لا تقلق أيها الملك.
الملك لم يبدُ مقتنعاً أبداً وقال:
-سننتظر استيقاظ كارلوس وسأسأله عمّا حدث. وإن اكتشفت أنّ لك أو لجوليان أو لتلك الشيطانة علاقة بما حدث له لن أرحمكم أبداً. اتفاقنا كان واضحاً وأنتَ أذكى من أن تخلفه أيها الأمير!
ابتسمتُ باستخفاف. بغضّ النظر عنّي ولكن هل يظنّ هذا البشري السخيف أنّه يستطيع البقاء حيّاً لحظةً واحدة أمام القائد لو قرر قتله حقاً!
ولكن هناك اتفاقٌ ما بينهما ويبدو أنّ الاتفاق يتضمّن عدم إيذاء القائد لذاك المعتوه بمقابل أمرٍ ما. هذا يفسّر تحذير القائد لجوليان منذ البداية.
ولكن قد لا يستيقظ كارلوس قبل أيام ونحن لسنا متفرّغين لانتظاره.
نطقت بتعويذة حينها متسببة بصعقة كهربائية خفيفة له جعلته ينتفض مذعوراً.
كدتُ أضحك على منظره ولكن نظرة القائد الباردة المخيفة نحوي أرغمتني على وضع يدي على فمي بعد ذلك لإخفاء ابتسامتي الساخرة.
يبدو أنّه اكتشف فعلتي.
وبعد الكثير من الأسئلة عن حاله وعمّا حدث كارلوس الذي لم يجرؤ على النظر ناحيتنا قال:
-لقد كنتُ أتدرب يا أبي وقد كان تدريباً قاسياً وتعرّضتُ لهذه الإصابات حين غفلتُ للحظة.
طفلٌ مطيع! هذا جيد.
.
.
.
.
غادرنا القصر بعد ذلك بلا تأخير.
ولكن حالما أصبحنا في وسط العاصمة جوليان همس لي سريعاً بحيث لا يسمعنا القائد:
-لا تخبريه أنّك من فعل ذلك.
هو لن يعاقبني وسيكتفي بتوبيخي فقط ولكنه سيعاقبك بقسوة.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
