73. آن أوان الحصاد..!

12.4K 744 1K
                                    

على سطح حصن ميلانوس كان لوثر سلفادور واقفاً.

عيناه الذهبيّتان كانتا تلمعان وسط الظلام الدامس مثل مفترسٍ يتربّص بفريسته.

يضع يديه في جيوب بنطاله بنرجسيةٍ واضحة.

الرياح نجحت بالعبث بخصلاته الثلجيّة في حين أنّ البرد القارص لم يؤثر به رغم كونه لا يرتدي سوى سترةٍ سوداء خفيفة وبلا أكمام.

ابتسامةٌ خافتة كانت تحتلّ ثغره وهو يحدّق بالأفق البعيد...وكم كانت تلك الابتسامة رهيبة وتنذر بكارثةٍ قادمة..!

في اللحظة التالية شخصٌ جديدٌ انضمّ إليه وقطع عليه خلوته تلك.

لم يحتج للاستدارة إليه لمعرفة أنّه كان لوسيان هيروزيوس...ملك مصّاصي الدماء.

وقف بجواره ونطق بهدوء:
-كلُّ شيءٍ بات جاهزاً والجميع اتّخذوا مواقعهم بالفعل وهم بانتظار إشارتك لبدء الهجوم.

لوثر لم ينطق بحرف بل بقي يحدّق بالأفق شارداً حتّى حضر شخصٌ جديد إلى جواره.

وكانت تلك هيستوريا ويسترن ومن الواضح من شعرها الثلجي وعينيها الذهبيتين أنّها ملاكٌ وليست بشريّة.

انحنت للوثر باحترامٍ وقالت:
-نحن جاهزون للهجوم مولاي.

اتسعت ابتسامة لوثر في تلك اللحظة وهو يقول:
-هذا جيّد.

جناحان كبيران ببياض الثلج انبثقا من ظهره في تلك اللحظة ومن ثمّ حلّق بهما بعيداً إلى حيث كانت القوّات محتشدة بانتظار إشارته للهجوم.

لوسيان وهيستوريا لحقا به أيضاً.

الجيش الذي سيهاجم به كان مكوّناً بالمجمل من مصّاصي الدماء ومئة ملاكٍ وفرقةٍ من أتباع آدريان من جيش المتمرّدين والذين أصرّوا على الانضمام والمشاركة في تطهير مملكتهم.

آدريان كان هناك، يعيد على مسامع الجميع خطّة الهجوم لآخر مرّة.

وحالما شعر بحضور شقيقه اختصر ما تبقّى من كلامه وتنحّى جانباً لأجله بعد أن منحه إيماءةً صغيرة.

ولوثر ردّها بابتسامةٍ خافتة قبل أن تحطّ نظراته على الجنود الذين يقفون أمامه بترقّبٍ وتوتّر بانتظار ما سيقوله.

لمعت عيناه ونطق بابتسامةٍ مستمتعة رهيبة:
-إنّها الحرب، حربي أنا، لا شأن لكم بها، أعلم.

ولكن لا يمكنكم تخيّل كم أنتم محظوظون لحصولكم على فرصةٍ للقتال إلى جانبي.

هذا شرفٌ يحلمُ به الكثيرون وثقوا أنّكم ستكونون ممتنين للملك لوسيان أبد الدهر على اختياره الوقوف في صفّ الحليف الصحيح!

وهم جميعاً بلا استثناء شعروا في تلك اللحظة أنّه محقٌّ تماماً وأنّه لا يتكلّم عن عبثٍ أبداً وأنّهم محظوظون حقّاً.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن