لونا كانت آثمة... هذه حقيقةٌ مؤكدة لا يمكن لأحدٍ الاعتراض عليها. سواءٌ أكان ذلك بإرادتها أم لا فالنتيجة كانت واحدة.
ليون كان أكثر من تعذّب بسببها. لذا الجميع يعامله بحبّ ورعاية زائدة. لأنهم حين اكتشفوا حقيقة ما كانت تفعله لونا به شعروا بالذنب والندم الشديد لغفلتهم عما يمرّ به طوال الوقت.
كانت الأمور بخير قبل عدة أعوام. ولكن لونا بدأت التصرف بغرابة فجأة. أصبحت عدوانيةً جداً وتصرفاتها باتت غير مقبولةٍ أبداً وتزداد سوءاً مرة تلو مرة.
بدأ الأمر بإيذاء الأطفال الآخرين وضربهم.
وتطوّرت الأمور بعدها، دفعت طفلاً في البحيرة ذات مرة وكاد يغرق ودفعت آخر عن الشرفة ولو لم يكن هناك شجرة بالأسفل للقي حتفه.
وكلّ ذلك كان يمكن تحمّله وتبريره بأنّها مجرّد طفلة لا تدرك ماذا تفعل.
حاولوا ردعها بكافّة السبل، بدايةً بالتوبيخ وانتهاء بالعقاب... لم يتركوا وسيلةً إلا وجرّبوا إقناعها بها...وبلا فائدة.
ولكن الأمر أصبح خطيراً لاحقاً. هي تهاجم الآخرين. قد تطعنهم بسكاكين وقد ترميهم أمام العربات فجأة.
افتعلت العديد من الحرائق في عدة متاجر ومنازل وكادت تتسبب بموت الكثيرين.
كانوا على وشك زجها في السجن بالفعل لولا تدخل والدها واستعمال سلطة عائلته لمنع ذلك مع التعهد بإيقافها ومنعها من إيذاء أي أحدٍ مجدداً.
حبسها في غرفتها ومنعها من الخروج حتى تتوب عن تصرفاتها وتتعهد بعدم تكرارها أبداً.
وهذا ما حدث. بعد شهرٍ من حبسها هي أقسمت أنها نادمة وأنها لن تكررها مجدداً.
تمّ السماح لها بالخروج مجدداً ورويداً رويداً عادت الأمور طبيعية وتناسى سكان العاصمة قصتها.
ولكن في إحدى الحفلات المهمة والتي تخصّ العائلة الحاكمة بمناسبة بلوغ ابنهم الثامنة عشرة تسببت بمصيبةٍ لا تغتفر مجدداً.
باستخدام أداة سحرية حصلت عليها من مكان مجهول قامت بتحويل القاعة لخرابٍ تام. الثريات سقطت أرضاً واللوحات والتماثيل تحطمت والحضور علقوا بين الأنقاض وبعضهم تأذى بشدة.
وهنا كان نفيها لجزيرة الآثمين هو الحلّ الوحيد لإرضاء العائلة الحاكمة التي تمّ تدمير حفلتهم المهمة بسببها.
ولكنّ والدها تدخل مجدداً وفعل المستحيل لإقناعهم بالعفو عنها. اضطر لتقديم الكثير من التنازلات وترك كبرياءه وفخر عائلته جانباً وهو يتوسلهم للعفو عنها.
كان الأمر مهيناً جداً لشخص عاش طوال حياته مرفوع الرأس.
وربما أكثر من تأثّر بذلك هو آلبرت الذي كان يلازم والده طوال الوقت.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالبداية كانت في عالمٍ آخر...! وكانت تلك أوّل خديعةٍ فقط..! سبعُ ممالكَ كُبرى...وسبعُ أجناسٍ مختلفة..! وبالنسبة لها، عائلةٌ دافئة كانت تغنيها عن العالم بأسره..! وكان ذلك حلمها الوحيد..! أمّا هو...! وريثُ عرشِ أعظم مملكة..! حلمه الوحيد كان حماية من...