وقف يتطلع إليه من خلف زجاج غرفة المواليد الجدد ، ينظر بانبهار ويلهث بالشكر إلى الله الذي منّ عليه أخيرا بذكر من صلبه يحمل اسمه وأسم أبيه من بعده
ذكر أتى يشبهه إلى حد ما بخصلات شعره الناعمة بلونها الأسود الفاحم والذي يزين جبينه باسترسال غريب لم يره في أختيه من قبل !!
ابتسم بتعجب وهو يتأمله بتفحص بجسده المكتنز ورأسه الكبير إلى حد ما ، هذا الرأس الصلد الذي أجبر الطبيب على توليد أمراته ولادة قيصرية ، بعد ولادتها لابنتيهما طبيعيا المرتين السابقتين ، فيشق بطنها ليأتي به إلى هذا العالم ويفرح قلبه بوجوده ، وكأن لابد أن تضحي هي لأجل أن تسعده كما تفعل دوما .
تنفس بعمق وهو يُذَكر عقله بأن ليس وزن ابنه الزائد ورأسه الكبير السبب في إصرار الطبيب على توليد زوجته قيصريا ، بل تأخر ولادة الطفل هو السبب ، فهو لم يأت بموعده تماما كابنته الكبرى ، ولم يأت متعجلا قبل موعده كابنته الوسطى ، بل تأخر عن الموعد الذي حدده الطبيب أسبوعين كاملين ، فهذا الفتى الطامع في البقاء بجوار قلب والدته أتم اشهره التسعة كاملة واتبعهم بأسبوعين لم يكن ينوي المجيء بعدهما لولا الطبيب الذي صمم واجبره على المجيء لعالمهم .
زفر بقوة وهو يشد جسده عائدا إلى غرفة زوجته يتمنى أن يجدها استيقظت من أثار العملية الجراحية دلف إلى الجناح الخاص المحجوز لها ، فيبتسم بوجه هنا التي ترافقها على الدوام هذه الفترة ، تطلعت إليه بحبور لتغمز له بشقاوة وتهمهم بخفوت حتى لا تقلق خالتها : عيناك تشع سعادة يا ويلي . أخيرا جاء ولي العهد الذي كنت تتمناه
اتسعت ابتسامته ليتنهد بقوة ويتمتم : الحمد لله على كل شيء
ضحكت بخفه : حفظه الله وبارك فيه .
__ اللهم أمين ، تمتم ليتابع متسائلا بلهفه حقيقية - ألم تستيقظ للآن ؟!
هزت رأسها نافية لينظر إلى زوجته النائمة ملامحها شاحبة يظهر عليها التعب وجسدها عاد إلى هشاشته ، ومضت عيناه بشوق فتحرك بعفوية ليجلس بالكرسي المجاور لها ويتأمل ملامحها عن قرب قبل أن يرفع يده يلامس جبينها ، يلاعب خصلاتها يبعدها للخلف ويهمس باسمها في خفوت جنب اذنها ثم يطبع قبلة عميقة على وجنتها ويهمهم : اشتقت إليك .
رمشت عينيها وهي تبتسم برقة تهمس باسمه في صوت ابح أجبره أن يقترب أكثر منها ، يجلس بجوارها على الفراش ويكتنف كفيها براحتيه ليقبلهما بشوق : كيف حالك يا حبيبتي ؟!
تمتمت بوهن : بخير والحمد لله ،
قاطعتهما هنا حينما كحت بحرج لتهتف : حمد لله على سلامتك يا خالتي ، سأذهب للكافيتريا يا ويلي أتريد شيئا ؟!
__ شكرا يا هنا ، اندفعت الفتاة للخارج حينما هتفت فاطمة بتعب - احرجتها كعادتك ،
ضحك بخفة : لا أفهم الإحراج الذي بدأ ينتابها مؤخرا .
![](https://img.wattpad.com/cover/312427769-288-k227902.jpg)
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romantiekيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...