__ صباح الخير يا آنسة رقية
انتفضت على الصوت لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر إليه بابتسامة السمجة وعيناه الضيقتان من خلف نظارته الطبية ذات الأعين المستديرة لتحرك كفها بخفة تغلق شاشة الحاسوب لتقف باضطراب تحكمت فيه بصرامة وهي تجيبه بهدوء : صباح النور دكتور ، تفضل أي خدمة ؟!
ابتسم وعيناه ترمقها بتقييم استشعرته ليجيب بود مفتعل : كنت أريد سؤالك عن الباشمهندس عبد الرحمن .هل تعرفين أين أجده؟
رفعت حاجبها وملامحها تتشكل بشراسة : نعم
اهتزت حدقتيه ليهم بالحديث فتقاطعه بنبرة حازمة : وما لي أنا بالمهندس عبد الرحمن ، وكيف لي أن أعلم مكان تواجده ، إذ لا تعرف يا دكتور فمكتب المهندس عبد الرحمن أخر الرواق على يدك اليمين .
تمتم بتلعثم : ظننته عندك .
احتدت نظراتها : أعتقد أني لا أفهم معنى كلماتك يا دكتور ، فأرجو أن تخبرني عن مقصدك منها
سحب نفسا عميقا ليغمغم : لا أقصد شيئا .
رفعت رأسها بشموخ و ومضت نظراتها بغضب وهمت بأن تطرده قبل أن يقاطعها الصوت الأبح ذو اللكنة الإنجليزية العريقة: صباح الخير يا دكتور ، التفت لها يمأ برزانة - صباح الخير يا آنسة رقية
هزت رأسها دون اهتمام فاتبع برزانة وهو يولي اهتمامه للآخر : أخبروني أنك تبحث عني وحينما هممت بالذهاب إليك وجدتك هنا ، اؤمرني أي خدمة .
استدار إليه وعيناه ترتعش برهبة ظهرت في نبرته المهتزة حينما قال : اه نعم ، هناك جهاز معطل في غرفة الأشعة التقنين لم يستطيعوا إصلاحه فأتيت لأبلغك .
أومأ عبد الرحمن ليجيب : حسنا سأضمه لدروة الصيانة اليوم .
هز الطبيب رأسه شاكرا : حسنا شكرا لك .
غمغم عبد الرحمن وهو يتابع ابتعاده : لا شكر على واجب يا دكتور.
راقب انصرافه بعينين لامعتين بحدة قبل أن يلتفت إليها سائلا : ماذا كان يريد منك ؟
رفعت حاجبها لتنظر إليه بتحدي قبل أن تجيب : كان يسألني عنك ،عبس باهتمام لتتابع بجدية - إنه هو يا باشمهندس .
دلف إلى الغرفة وهم بإغلاق الباب بعفوية لتهتف بجدية : اتركه ومن فضلك التزم بمكانك خارجا
تصلب جسده لينظر إليها بعدم فهم قبل أن يسأل : أنت غاضبة مني ومعك حق لقد أتيت لاعتذر منك على سوء تصرفي البارحة لقد فقدت أعصابي دون سبب لذا لم أحسن التصرف ولا رد الفعل ، أتبع وهو ينظر لعمق عينيها - أعتذر يا آنسة رقية .
ابتسمت برقة ورفعت رأسها إليه تنظر بلا مبالاة : لا أفهم عما تتحدث ، وعلام تعتذر يا باشمهندس .
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
عاطفيةيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...