الفصل ال١٦ ج١

1.9K 69 4
                                        

همهم بكلمات خافتة تشق ضحكته الساطعة على ملامحه المنيرة بسعادة ليست خفية ليقهقه ضاحكا على ردها الآتي من هاتفه المتصل بسماعة أذنه الصغيرة ولكن دون اتصال مرئي ضنت به عليه


يعاود الحديث بخفوت وهو يستلقي على عشب الأرض في الحديقة المتصلة بشرفة غرفته متطلعا إلى السماء المتلألئة بنجوم صغيرة كثيرة ليهمهم بخفوت ونبرة أجشه احتلت صوته : السماء مضيئة اليوم رغم اختفاء القمر .


اتكأت على فراشها لتغمغم بصوت سعيد متساءل : لماذا ؟ أين ذهب القمر ؟


كز بأسنانه الأمامية فوق شفته السفلى ليغمغم بعبث : أنا اختطفته إلى نفسي اليوم فجاورني إلى أن غابت الشمس ولم يعد بعد .


تضجرتا وجنتيها بحمرة قانية لتهمس باسمه في عتب حيي ليتابع بتسلية : اتفقنا أن تمنحيني فرصة كاملة حقيقية يا حبيبة .


رمشت بعينيها وهي تشعر بقلبها ينصهر تحت وطأة هجومه العاطفي فتؤثر الصمت ليتابع بخفوت : دعينا نسبح سويا في بحر علاقتنا ، نغرق في بعضنا البعض لنطفو ثانية ونحن عاشقان .. هائمان. ذائبان .. متوحدان سويا ، تنهد ببطء قبل أن يكمل - دعينا نحيا أيام خطبتنا بطبيعية وننهل من بحر سعادتها .. دعينا نختلف ثم نتفق ونتفق ثم نختلف .. دعينا ننصهر ونذوب فنمتزج لنكتمل ، دعينا نصبح واحدا صحيحا سويا يا حبيبة


__ عمر. غمغمت باسمه لعلها توقف حديثه الذي يحتل حواسها ليجيبها بنبرة ذائبة بحروف اسمها - نعم يا حبيبتي .


كتمت تنفسها وهي تستمع إلى تدليله لاسمها فينسبها إليه لتشعر بأنه مكانها الأنسب معه .. جواره .. داخل قلبه . آثرت الصمت حينما شعرت بقلبها ينبض كما لم ينبض من قبل لتطلب دون وعي : هلا رددتها ؟


انتشى إحساسه بها وتضخم قلبه باستجابتها العفوية إليه ليردد بخفوت : عيوني يا حبيبتي .. أنت تؤمري أمر يا حبيبتي .. تدللي يا حبيبتي وأنا سأطيع واستجيب وامتثل يا حبيبتي .


غردت ضحكتها بعفوية ازادت نشوة سعادته بها لتغمغم بشقاوة أراد أن تكون أمامه ليتأملها مليا فيغرق في تفاصيلها اكثر : أنت تنتهز الفرص يا حضرة المحامي المحترم .


ضحك بدوره ليغمغم : أينعم أنا لا أنكر ، أنا أحب أن استغل مكاسبي واطورها ايضا


تمتمت بفضول : كيف ستطورها هذه المرة ؟!


تمتم بحنو : هلا إذا طلبت منك شيئا ستنفذينه لي ؟


تمتمت بتأهب : طبعا إذا استطعت سأفعل .


القى طلبه سريعا حتى لا يتراجع : هلا حولت الإتصال إلى مرئيا ، أريد رؤيتك وعيناك يداعبها النوم قبل أن يغفلك ويغفيها .


توردت بخجل خيم عليها لتنظر إلى ملابسها البيتية المحتشمة لتجيب بصوت محشرج : لا مانع لدي .

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن