يقف أمام باب المشفى ينتظرها كما اتفقا ، فهو سيذهب بها إلى مكان ما أرادت ينظر إلى ساعته ليزم شفتيه بضيق قبل أن يقرر الدخول إلى استقبال المشفى فيجلس منتظرا بدلا من وقفته الخارجية هذه .
خطى إلى الداخل لينظر من حوله إلى المكان الذي لم يتغير على مدار سنوات عديدة كان يأتي بها هنا لينتظرها ، منذ أن تخرجا وواجه نفسه بم يشعره نحوها وهو يستغل فرصه معها جيدا ، بل يخلقها ليمر عليها ، يذهب معها ويأتي بها ، يحتل محيطها بهدوء وتروي فيثبت وجوده بحياتها ، يعلم مدى خوفها الذي جعلها أبعدته المرة الماضية والمسيطر عليها للآن فيجعلها تتخفى وراء مسمى صداقة غير متواجد بينهما ، مسمى يرفضه هو وخاصة أنه موقن بم يدور بينهما ، موقن من مشاعرها تجاهه وموقن من اختياره لها ، غامت عيناه بابتسامة لم تصل إلى شفتيه وهو يتذكر تلك الليلة البعيدة التي أراد الاحتفال بها فمر بها كعادته بعد أن أخبر أبيه واستأذن أبيها كما يفعل للآن ليقف كما هو الآن ينتظرها ، ابتسم وهو يلتقط اقترابها لتبتسم بدورها وهي ترفع عينيها إليه فتختلج حدقتيها وكأنه بث إليها الذكرى التي ربطتهما سويا فيم مضى .
عبس بتعجب وهي تتهادى إليه ترتدي ملابس عملية وحذاء أرضي برقبة أظهر قصر قامتها ، تطلعت إليه بتعجب تتأمل حلته الرسمية ومظهره الأنيق وطلته الوسيمة تؤثر بها وسامته الفائقة وابتسامته الحانية التي لا تطل إلا من حدقتيه لتخفض نظرها إلى ملابسها العملية جدا قبل أن تهمس بقلق : لم تخبرني أن المناسبة رسمية ؟
عبس قليلا : المعذرة ولكن المكان رسمي وأنا توقعت أن أراك في احد فساتينك، لوى شفتيه - ليس هذا الجينز
زفرت بقوة قبل أن تبتسم برقة : هلا عذرتني عشر دقائق ؟
نظر إلى ساعته قبل أن يمأ بجدية فتضحك بخفة وتهز رأسها بيأس من دقته الشديدة قبل أن تتحرك بخطوات سريعة نوعا ما إلى غرفة الأطباء الخاصة .
زفر بضيق وهو ينظر إلى ساعته فالعشر دقائق انتهوا وأضافت عليهم عشرون دقيقة أخرى دون أن تظهر ، اطبق فكيه بغضب ليلتفت حينما شعر بها من خلفه فيدور على عقبيه ووجهه ينم عن غضبه الذي تبخر كله حينما وقع بصره عليها بشعرها المنساب من خلف طوق ذهبي يزين رأسها وزينة رقيقة أظهرت جمال عينيها وأنفها الدقيق شفتيها المزينة بلون أحمر قاني فتنه وجف له حلقه
أخفض بصره ليكتم تنفسه وهو ينظر إلى فستانها الأسود الصوفي مغلق من الصدر وينحت جسدها بدقة ، دون أكمام ، قصير يصل إلى منتصف ركبتيها فيظهر بشرتها القشدية بتضادها الشديد مع سواده الكاحل ، ترتدي حذاء بكعب عالي رفع رأسها إلى مستوى كتفيه فيهمهم بصوت أبح : الجو بارد بالخارج ستصابين بالبرد .
ضحكت برقه : معي معطفي ، ابتسم بتوتر تملكه وهم بالحركة فسألته بعفوية - هلا ساعدتني في ارتدائه ؟
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...