تململ من نومه على صوت نهنهة بكاء خافت وتمتمات سريعة متتالية ، عبس بضيق حينما اكتشف خلو الفراش منها ، لتتسع عيناه بجزع حينما رفع رأسه من فوق وسادته ليسقط نظره عليها تجلس فوق سجادة الصلاة وتدعو إلى الله ببكاء اصاب قلبه بنغزه حادة أجبرته على الاستيقاظ والنهوض من فراشه على الفور ، تحرك بخطوات جادة نحوها ليجلس في الكرسي خلفها ليناديها بهدوء قبل أن يتمتم لها : هل انهيت صلاتك ؟ أومأت براسها وهي تحاول السيطرة على دموعها فتابع بحنو- تقبل الله منك يا حبيبتي .
تمتمت بصوت محشرج : منا ومنكم بإذن الله .
ربت على كتفها وهو يحثها على النهوض ليسألها بجدية : ما الذي يبكيك يا ليلى ؟
لم تنهض من مكانها لترفع رأسها إليه وحجابها يحدد ملامح ، وجهها المغرق بدموعها : أسعد يا أمير ، قلبي مقبوض والخوف يقتلني عليه ، لقد استيقظت من نومي على وجهه شاحب والهلع يسطع بعينيه .
ارتجف جفنه قليلا ليبتسم بهدوء مخفيا التوتر الذي أصابه جراء كلماتها ليربت على كتفها ثانية : اهدئي يا ليلتي فقط أنت قلقة لأنه لم يأت هذا الإسبوع ولم يجيب اتصالك البارحة ، هزت رأسها برفض ليتابع بمهادنة - فقط اهدئي وسيكون كل شيء على ما يرام .
تمتمت بعناد : بحق الله يا أمير ، دعنا نطمئن عليه .
نظر إليها بتساؤل لتتابع وهي تستند إلى ركبته القريبة منها تضغط عليها برجاء قبل أن تنهض واقفة ببطء فيتهدج صوتها بتوسل باك : أجري بعض من اتصالاتك لنطمئن إنه بخير .
رمقها بطرف عينه ليتمتم بجدية : أنت تعلمين أني لا أحبذ فعل هذا .
تمتمت بحدة : لماذا ؟ ألست مستشار الشئون العسكرية ؟ أليس من حقك أن تطمئن على ولدك إذا شعرت بأنه في خطر ؟
رفع نظره إليها ليهمس بصرامة : لا ليس من حقي استغلال سلطتي لأطمئن على ولدي الذي حاولت منعه من أن يسلك هذا الطريق ولكنه آبى إلا يفعل ، لذا عليه أن يتحمل نتيجة قراراته كاملة ، وعلينا أن نبتهل إلى الله ألا يصيبه مكروه .
اهتزت حدقتيها باستنكار صدح بصوتها الحاد : ستتركني إلى حيرتي وقلقي يا أمير وسأهون عليك ان اظل قلقة حتى لا تتصل بأحدهم فيطمئنا أن أسعد بخير ولم يصبه شيء .
نهض واقفا ليزفر بقوة : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا ليلى ، واتصالي لن يغير من الأمر شيء إذا حدث لولدك شيء لا قدر الله ، شهقت بجزع ليتابع بهدوء - ولكن لأجلك سأقوم بمحاولة لعلني أصل لأخبار تطمئن قلبك .
داعب ملامحها فرح ضئيل ليكمل وهو يتحرك نحو دورة المياه : أكملي صلاتك وادعي له أن يحفظه الله ويرده لك سالما .
لهث قلبها قبل لسانها بالكثير من الأدعية لتنتبه اليه يخرج بعض من ملابسه فتسأله بحيرة : إلى أين انت ذاهب يا أمير ؟!
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...
