الفصل السابع

1.9K 64 2
                                    

دلفت إلى بيتها بعد نهار طويل قضته بين تسجيل اغنية جديدة وجلسة إعداد للفيلم الجديد الذي ستشارك به ، جلسه طويلة اخذت ضعف وقتها فانتهت في موعد متأخر عم كان مرتب إليه ، فعادت هي بوقت متأخر تشعر بالإرهاق يخيم عليها ، جسدها يئن وجعا وروحها منهكة فهي لم ترى الطفلين اليوم بطوله ، لقد اوصت ليلى عليهما ، رغم أن ليلى لا تحتاج توصيتها فهي تعتني بطفليها منذ ولادتهما وتدللهما أكثر من اطفالها ، ولكن فكرة أنها لم تستطع التواصل معهما طوال النهار تؤرق مضجعها ، فكلما هاتفت آسيا لا تجيب ، وحينما حاولت الحديث مع أمير كان موعد نومه حان ، فوجدته نائما بالفعل بعد أن قضى يوم طويل في مدرسته استقبلته منه خالته فأطعمته وراجعت معه دروسه وجلست بجواره إلى أن خلد للنوم، ورغم أن ليلى طمأنتها عليه وعلى الأخرى التي لم تتحدث إليها على الإطلاق اليوم إلا أنها تشعر بالغضب ممزوج بالقلق وتتوعد لها في سرها ، وقفت جانبا لتخلع حذائها ذو الكعب العالي بنزق بعد أن وضعت حقيبتها ومفاتيحها في مكانهما المخصص ، لتخطو بإنهاك نحو غرفتيهما ، تتنهد بقوة وهي تخطو إلى غرفة طفلها الصغير فتحنو عينيها وهي تجده يغط في نوم عميق فتقترب منه تجاوره لتحتضنه وهو نائما بعد أن دثرته جيدا ، تقبل رأسه وتهمس له بحبها .


لتنهض وهي تتجه بعزم إلى غرفة ابنتها التي تراوغها هذه الأيام فلا تفهم سببا لتقلباتها الغير مفهومه ، عبست بضيق حينما طرقت الباب فلم تجيبها آسيا لتطرق الباب ثانية قبل أن تقرر الدخول ، اتسعت عيناها بصدمة وهي تجد الغرفة فارغة !!


مطت شفتيها ونظرت إلى ساعة معصمها قبل أن تتحرك بتعثر تبحث عن هاتفها لتتصل بها فتجد هاتفها مغلقا ، شعرت بالارتياع فهاتفت زوجها الذي أجاب بصوت هادئ فصرخت في أذنه : آدم هل تعرف اين آسيا ؟


عبست بنزق وهي تشعر بابتسامة زوجها الرزينة ليجيبها ببساطة : آسيا معي يا ايني ، لقد أتيت وصحبتها لنتناول العشاء في الخارج بعد أن رفض أمير الاستيقاظ .


شعرت بجسدها يجمد بغضب لتهمهم بحدة : ألم تستطيعا أن تخبراني ؟


أجاب بهدوء : لم نريد أن نشغلك يا حبيبتي ، وخاصة وأنا أعلم بانك تريدين كامل تركيزك لجلسة الإعداد .


تمتمت بعناد : كان يمكن ترك رسالة لي يا دكتور .


ضحك بخفة : المعذرة يا حبيبتي لقد نسيت ، لا تغضبي .


نفخت بقوة فتجيب بنزق وهي تريد انهاء المكالمة : حسنا ، استمتعا .


__ هل نأتي لك بالطعام معنا ؟ فابنتك التي تشتهي السوشي اجبرتني على تناوله كوالدتها !!


أتاها حديثه المرح لتبتسم رغما عنها وتجيب بعد أن هدأت وارتخت أعصابها فاستلقت على الأريكة وهمهمت : إذا كنت ستأتي بالسوشي ، فأنا موافقة .

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن