رمقت شقيقتها بعدم فهم وهي تراقب احتفاء منال بمديحة بطريقة مبالغ فيها وهي الغير مقربة منها لتلك الدرجة التي تدفع شقيقتها أن تتمسك بآل المنصوري فيجاورون عائلتها جلوسا ، ابتسمت برقة وهي تلتقط مرح مديحة مع منال في الحديث و كيف تحث منة على مشاركتهما في الحديث ، اقتربت منهم تثرثر معهم بعفوية وتنظر لشقيقتها بتساؤل فتبتسم منال بمكر وهي تشير إليها بعينيها عن رقية التي جاورت حبيبة تثرثر معها بأريحية قرت بينهما منذ اللقاء الأول ، فومضت عيناها بادراك وخاصة حينما ابتعدت حبيبة بهدوء نحو عائلتها لشيء ما لم تدركه واقترب عبد الرحمن يحمل كأسين من العصير قدم إلى رقية احدهما : أنه عصير طبيعي كما تفضلين يا روكا.
التفت من حوله ليسأل بأريحية : أين ديجا ؟ أتيت لها بالعصير الذي طلبته .
نظرت من حولها تبحث عن شقيقتها قبل أن تبتسم برقة : هاك هي تقف بجوار مازن .
هم بالحركة نحو الفتاة ولكنه توقف مرغما ليعود إلى رقية يقف بجوارها هامسا بجدية : ادعوها أن تأتي إلى هنا ، أو اذهبي إليها بكأس العصير .
عبست رقية بعدم فهم لتجيبه بهمس مشابه لهمسه : لماذا ؟! هل هناك ما حدث لا أعرفه ؟!
مط شفتيه قليلا ليجيب بلا مبالاة : لا شيء ولكن لا أريد أن أفسد حديثها مع مازن .
نظرت له بعدم فهم قبل أن تدعو أختها بصوت عال طفيفا لتكمل ببساطة : تعالي عبد الرحمن أتى لك بالعصير الذي طلبته .
عبس عبد الرحمن والتفت إليها ينظر إليها بتعجب ليهمس بجدية : أخبرتك أني لا أريد أن أقاطع حديثها يا رقية .
رمقته بطرف عينها لتهمهم اليه : سببك غير مقنع يا باشمهندس ، المرة القادمة أخبرني بأسبابك الحقيقية .
ضحك بخفة ليهمس إليها بمشاغبة : ليس من حقي أن أتحدث بشيء لا يخصني .
عبست بضيق انتباها لوهلة قبل أن تغمغم : هل تلمح إلى صداقتها لمازن ؟
سحب نفس عميق قبل ان يجيبها بهدوء : أنا لا المح لشيء يا رقية ، فخديجة فتاة عاقلة وواعية وحرة بأفعالها ما لم تتعدى حدود المقبول والذي يقره والدك ، اتبع وهو ينظر لعمق عينيها - فقط والدك .
ابتسمت برقة لتساله بجدية : إذًا أنت تتقبل الصداقة بين الجنسين .
أومأ برأسه إيجابا : إذا كانت في الحدود المطلوبة وتحت إشراف العائلة نعم أتقبلها ، ابتسمت بتفكير وأثرت الصمت ليتابع بتفكه - تفكير يليق بابن الخواجة أليس كذلك ؟
ضحكت بمرح قبل أن تهمس ببوح : ابن الخواجة بعض الأحيان يكون مصريا صعيديا غير متقبلا لأي شيء سوى رأيه ، يتصرف بعناد وصلابة عقل وبعض الأحيان يفاجئني بشخصيته المتفتحة وعقله المنفتح وتفهمه الجلي .
اقترب خطوة أخرى اليها ليهمس بمشاكسة : ومن بهما يعجبك أكثر ؟!
أسبلت جفنيها لتهمس بخفوت : هذا سؤال مفخخ يا عبد الرحمن .
همس بصوت أجش : كم أتوق لإجابته .
ضغطت شفتيها ببعضهما وهمت بالحديث قبل أن يصدح صوت خديجة المرح : ها قد أتيت أين كأس العصير خاصتي ؟
انتفضت رقية بخفة ليلتفت إلى خديجة بثبات يقدم إليها كأس العصير بينما ترمقه بمكر مشاغب : تفضلي يا ديجا .
رفع رأسه إلى مازن ليمأ إليه بابتسامة لبقة : المعذرة قاطعنا حدثيكما .
أجاب مازن ببساطة : أبدا ، كنا نتحدث عن المزرعة ، لقد وجدت أرض جديدة وكنت أخبر ديجا عنها .
رمقه عبد الرحمن باهتمام ليسأل بجدية : أية مزرعة ؟!
توقفت خديجة عن شرب العصير لتهتف بمرح : أنه المشروع الذي سأقيمه مع مازن بإذن الله، فهو يريد أن يكون طبيب بيطري وأنا سأتخصص بالهندسة الزراعية واستصلاح الأراضي ، ففكرنا أن ننشأ مزرعة نديرها سويا .
أتبع مازن وهو ينظر إليها بحدقتين مضيئتين : مشاركة بيننا إن شاء الله .
ابتسمت وتحاشت النظر إليه ليبتسم عبد الرحمن بلباقة : مبارك عليكما مقدما .
رد مازن بصوت أبح يتراقص المرح بين نبراته : بارك الله فيك يا باشمهندس .
هتفت خديجة بأريحية وهي تشعر بالجو أصبح ثقيلا من حولها : تعال يا مازن لنخبر بابا ، فأنا منحته نبذة مختصرة من قبل ولكن بم أن هناك أرض بالفعل لابد أن يعرف خطواتنا أول بأول .
استجاب إليها مازن ليتحركا مبتعدان سويا ليلتفت هو إلى رقية التي التزمت الصمت لتتسع عيناه بدهشة وهو يحدق في وجهها المورد والذهول الذي يعتلي ملامحها فهمس بتفكه : ما بالك يا رقية ؟
اقتربت منه بعفوية لتهمس إليه : لا أعلم ولكن هناك شيء غريب بينهما ، أكملت وهي تنظر لعمق عينيه - هل شعرت به أنت الآخر أم أنا أتخيل ؟
كتم ضحكته ليهمهم إليها بمرح : ما شعرت به أنا ، أن مازن يميل إلى خديجة بقوة أما هي فلا.
عبست بتعجب لتسأله باهتمام : كيف عرفت أنها لا تميل إليه ؟
لوى شفتيه في ابتسامة ماكرة ساخرة ليغمغم بصوت أبح : من عينيها ، عبست بعدم فهم ليكمل وهو ينظر إليها - بينما هي تحتل نظراته .. تؤسر عينيه .. تومض داخل حدقتيه ، هي عيناها ثابتة .. جامدة .. صلبة .
أتبع بمناغشة تعمدها : تشبه شقيقتها .
احتقن وجهها بالأحمر القاني لتهمس بعتاب قوي : عبد الرحمن .
ضحك بصوت مكتوم ليهمس بمشاكسة : توقعت أن تناديني باسمي الأخر .
أشاحت بعينيها بعيدا عنه : توقف عن المشاكسة ، فأنت تلفت إلينا أنظار محمد ومحمود .
تجمدت ملامحه بلحظة ليهمس بثبات : أنا أرحب بأنظار محمد ولكني سأقتلع عيني هذا المحمود إذا وجدته ينظر نحوك .
ابتسمت بخجل اعتراها قبل أن تهمس بشقاوة : هذا هو جانبك الصعيدي يا ابن الخواجة ، أتبعت بخفوت شديد ووجنتيها تحمر بقوة - أقر أني أحبه أكثر من الجانب المتفتح يا عبده.
التفت إليها على الفور ينظر إليها بحدقتين تلمعان بلون أزرق غني فتهديه ابتسامة عذبه قبل أن تنسحب برقة نحو أبيها الذي أومأ إليها ببسمة رائقة أن تقترب منه .
رمش بعينيه كثيرا ليهمس لنفسه : هل صرحت حقا أم أنا خُيل إلي ؟!
انتفض بخفة على صوت أخيه الذي همس بجانب أذنه : بل خُيل إليك ، استدار إلى عمر بحدة فكتم عمر ضحكة كادت أن تنفلت من بين شفتيه ليهمس إليه بخفوت - اهدأ فحماك يراقبك عن كثب ، بل إنه ليس حميك بمفرده بل خال العروس أيضا .
زفر عمر أنفاسه بتمهل قبل أن يهمس بجدية قاصدا أن يلفت أنظار أخيه : بل إن خال العروس لم يحيد ببصره عنك منذ أن جاورت رقية وقوفا ، وأن كان لم تتأثر نظراته ولم تلمع برفض أو غضب ، فابنه يشتعل غضبا ويتمسك بأخر ذرة من تعقله كما من الواضح .
أطبق عبد الرحمن فكيه ليهدر بخفوت غير مباليا : لا اهتم ، موافقتهما من عدمها لا تشغل رأسي، فعمو محمود منحني كلمته واسر لي أنه كفيل بعائلته ، بل هو أتى بهم اليوم ليعرفهم إلينا كعائلة وأعتقد أن عائلة رقية اندمجت معنا جيدا .
أومأ عمر برزانة : بالفعل أنهم سريعون الاندماج ، فدكتور محمد خفيف السريرة ولطيف المعشر وشقيقتها الصغيرة شقية ومرحة ، أنها اكثر اتزانا في ثلاثتهم ورزانة ، أتبع بمشاكسة - تليق بك يا عبده .
ابتسم عبد الرحمن بسعادة ليسبل أهدابه ليهمهم لأخيه : وأنا أليق بها .
لكزه عمر بخفة في كتفه بكتفه : مبارك يا أخي .
تمتم عبد الرحمن برضا شع من نفسه : بارك الله فيك ، أتبع باهتمام - أخبرني ما الذي ينقصك الآن لتتمم زواجك ؟!
سحب عمر نفسا عميقا وعيناه تتعلق بحبيبة التي تتوسط وقفة والدته وأميرة تتحدث بلباقة معهما في أمور كثيرة لم يشغل رأسه بها ليهمس ببوح : ينقصني حماس حبيبة ، عبس عبد الرحمن بعدم فهم لينظر لأخيه بتساؤل فيتابع عمر بمرح افتعله - سأباشر بقية التجهيزات وابدأ في البحث عن قاعة للزفاف .
رمقه عبد الرحمن بنظره مطولة قبل أن يمأ برأسه : وفقك الله يا أخي .
انتفضا بخفة حينما شعرا بذراعي أحمد يلتفان من حولهما ليمد رأسه بالمنتصف بينهما هاتفا بمرح : فيما تتناقشان يا تؤام الخواجة ؟
هتف عمر بمرح : أخبر عبده أني أبحث عن قاعات الزفاف .
هتف أحمد بمكر : ابحث له معك ، فكما أعتقد أن مخترعنا العظيم سيتزوج عن قريب ، أتبع وهو يغمز لعبد الرحمن - انتقاء خاص يا باشمهندس أهنئك عليه .
اسبل أهدابه وشاكس أخيه : مصرية أصيلة يا عبد الرحمن .
تمتم عبده يرد إليه مشاكسته : تشبه أميرة .
طرفت عينه نحو أميرة التي تضحك برقة مع حبيبة ليهمس بعشق تهدج إليه صوته : لا أحد يشبه أميرة .
صفير قوي انطلق من فم عمر الذي هتف بمرح : يا أميرة ، تعالي استمعي إلى زوجك .
لكزه أحمد بقوة هاتفا بتأفف : توقف يا غبي .
تأوه عمر ليبتعد عنه هاتفا بمشاكسة : لن أتوقف سأخبرها بم قلت الآن .
ضحك عبد الرحمن بقوة بينما تحرك أحمد خلف عمر الذي أسرع بخطواته في مرح ليقف بجوار حبيبة يهتف بأخيه وهو يشير بعينيه نحو حبيبة : لن تجرؤ على المساس بي في حضرتها ، أنا أحتمي بها .
توردت حبيبة بخجل لتهمهم بخفوت وهي تتحاشى النظر إلى أحمد : توقف يا عمر .
هتف عمر بتبرم : ستتركينه ينتقم مني .
ضحكت بخفة لتساله بجدية : ولماذا شاكسته من الأساس ؟
رقص حاجبيه لأحمد الذي وقف أمامهم ينظر اليه بتوعد يضع كفيه في جيبي بنطلونه : لأنه يستحق .
ضحكت أميرة وهي تستشف مزاح عمر لأخيه لتساله بهدوء : ماذا فعلت له يا عمر ؟
هز عمر كتفيه ببراءة مفتعلة : لم أفعل شيئا ، أتبع هامسا لأميرة وهو يرمق أحمد بطرف عينه - إنه لا يريدني أخبرك عم قاله الآن .
ابتسمت أميرة بشقاوة لتهمس إليه بدورها : وما الذي قاله الآن ؟
رفع نظره إلى أخيه ليهمس بمكر سطع بعينيه : كان يغازل الشقراء التي استقبلها عمار منذ قليل .
اتسعت عينا أحمد بصدمة ليشد جسده باعتدال هامسا على الفور بذهول : أيها الكاذب .
جمدت ملامح أميرة لوهلة قبل أن تضحك بخفة لتهمس بخفوت : غريب يا عمر ، فأحمد لا يحب الشقراوات ، أتبعت بمكر أنثوي وهي ترمق حبيبة بطرف عينها - على عكسك دوما كنت تنجذب إليهن .
شحبت ملامح عمر وخاصة حينما اعتدلت حبيبة تنظر إليه بتساؤل فهتف بجدية : أبدا والله ، انا لا أنظر لأحد سواك يا بيبا .
قهقه أحمد ضاحكا رغم عنه بينما كتمت أميرة ضحكتها لتهمس حبيبة بخفوت ووجهها يحتقن بقوة : اصمت يا عمر أنا أعرف بالطبع ، ضحكت بخفة لترمق أميرة بعتب - أنا أدرك أن أميرة تشاكسك حتى تتوقف عن مشاكسة أحمد .
تفحصها بعينيه فأومأت اليه برأسها مطمئنه فزفر براحة وهو يقبض على كفها فيجذبها نحوه قبل أن يهتف بنزق : أنت وزوجك غليظان للغاية يا ابنة خالتي ، أتبع بحنق - لتعلمي فقط أنه كان يتغزل بك علنا فوق مسامعي أنا وعبد الرحمن .
ابتسمت أميرة وأسبلت أهدابها ليتبع وهو يدفع حبيبة بلطف أن تسير معه : سنترككما ونذهب أنا وزوجتي بدلا من أن تغضب مني من تحت رأسيكما .
ضحكت أميرة بخفة وهي تتابعهما بعينيها لتتجمد ضحكتها وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها فترفع رأسها نحوه بتساؤل صامت ، زفر بخفوت وهتف بجدية دون أن يقترب منها : هلا رحلنا الآن ؟
تنهدت بقوة وأومأت برأسها موافقة لتهمس وهي تتحرك مبتعدة عنه : سأبحث عن نوران لأسلم عليها قبل أن أغادر .
أومأ براسه إيجابا ليجيبها بجدية : وأنا الآخر سأسلم على الجميع قبل رحلينا ، توقف قبل أن يبتعد عنها ليهتف باسمها فتتوقف وتستدير إليه ليشير إليها، استجابت إليه واقتربت منه بطواعية ثانية ليتابع بجمود خافت - لا تتجهي نحو السيارة دوني يا أميرة ، سنغادر سويا وأنت تتأبطين ذراعي
رفعت عيناها إليه لتبتسم ساخرة قبل أن تمأ برأسها في طاعة : حاضر
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...