عبست بضيق وهي تستمع إلى زوجها الذي يخبرها بحديث ابنها الذي لم يمر عليها صباحًا ، ابنها الغاضب منها على ما يبدو .. ابنها الذي تجاهل كل شيء وذهب إلى عمله و كأن شيئًا لم يكن ، وكأنه لم يفجر بوجهها البارحة قنبلة لم تكن تعلم عنها شيئًا بل والأدهى أنه اتخذ من ردة فعلها القوية - والتي ندمت عليها - ذريعة للابتعاد والمخاصمة يتبعها دومًا حينما يغضب .
لانت ملامحها و ذهنها يشرد بعيدًا تتذكر سنوات عمره الكثيرة وهو ينمو أمام عينيها يكبر ويكبر ليغدو صبي جميل يافع يحمل من ملامحها الكثير ومن صفات أبيه الأكثر ، فعمار كان نسخة وليد المصغرة في كل افعاله العفوية .. مزاحة الدائم .. خفة ظله .. والقبول الذي حظى به من كل المقربين منهم من وهو صغير ، فهو سريع التأقلم .. سلس المعشر .. جميل المحيا ، يدلف إلى القلوب بعفوية محببة وبروح خفيفة وابتسامة عابثة .
رفعت عيناها لوهلة تنظر لزوجها الذي يبتسم بنفس الطريقة تقريبًا فتبتسم رغم عنها و ذهنها يعود لحديث وليد المتناثر بمرح تخلل نبراته حديث صدم اذنيها لتردد ببهوت : ماذا تقول أنا لا أفهم ؟!
ارتبكت نظرات وليد لوهلة قبل أن يردد بهدوء وعيناه تضيق بترقب لردة فعلها : أخبرك أن عمار ابلغني بموافقة أمير .
عبست بعدم فهم : موافقة أمير على ماذا ؟!
ارتفعا حاجبي وليد بدهشة : على الزواج بالطبع .
أطبقت فكيها بغضب ومض بعينيها فجأة لتجيبه بحدة : وأمير يوافق على أي أساس هل هو من سيتزوج ؟! اتسعت عيناها بصدمة لتهدر بحنق - هل أجبر أمير الفتاة على قبول الزواج بابنك حتى يحافظ على تجمع العائلة ؟!
عبس وليد باستنكار ليجيب بسرعة : لا طبعًا ، أمير لا يفعلها ، ومض عدم التصديق بعينيها فتابع بهدوء - ثم إن يمنى ليست تلك الفتاة التي تُجبر على أي شيء .
نهضت واقفة بعصبية : وما أدرانا بأنه لم يجبرها ؟!
نهض بدوره ليهتف بها : لأنه لن يفعل ذلك ليس أمير من يجبر ابنته يا ياسمين .
هتفت بحدة : بل يفعلها لأجل أن يرضينا .. لأجل أن لا يشتت لم العائلة .. لأجل أن يعتذر لنا عم حدث البارحة .
هدر بغيظ : سيزوج ابنته من شاب لا تقبل الزواج منه لأجل أن يرضينا ويعتذر لنا ، اسمحي لي هذا أمر غير منطقي .
زمت شفتيها لتتحرك نحو هاتفها : انا لست متقبلة هذا الحديث الفتاة صرحت أمامنا البارحة بمنتهى الوضوح برفضها للزواج ماذا حدث في دجنة الليل لتستيقظ موافقة عليه فجأة ؟!
هز وليد كتفيه بحيرة وهو يفكر جديًا في حديث زوجته الذي يبدو منطقيًا للوهلة الأولى زوجته التي تابعت بإصرار : أنا لست موافقة يا وليد ، ولن أوافق إلا حينما استمع ليمنى وأتأكد من كونها موافقة بالفعل .
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...