الفصل العاشر

1.8K 60 6
                                    

__ حقا ؟! أنت جاد أم تمزح معي ؟!


هتف بفرحة غمرته وهو يصف السيارة بحديقة بيت عمته التي عبست بعدم فهم ونظرت إليه بتساؤل فيشير اليها برأسه أن تنتظر لينهي مكالمته مع الأخر الذي هدر فيه بحزم : إياك يا سليم أن تخبرها بأني ابلغتك ، فهي لا تعلم أني تحدثت معك في هذا الأمر من قبل ، إذا حدث وتحدثت معها فيه ، أخبرها أني اتصلت بك لأخبرك بأني أريد تحديد موعدا مع أبيك ، غير هذا لا تثرثر .


ضحك سليم : لا تخف ، لن أخبرها ، ولكن أريد أن أعرف كيف أقنعتها .


ومضت عينا الأخر ببريق ماكر ليهمس : لا شأن لك ، فقط احببت أن أخبرك أني سأتحدث مع والدي الليلة لتهاتفكم ماما وتتحدث مع والدتك في الأمر .


اتسعت إبتسامة سليم ليهمهم : مبارك مقدما يا عمر .


زفر عمر بقوة ليهتف بتساؤله الملح على عقله : هل سيوافق عمي بلال يا سليم أم .. ؟


صمت مظهرا عن قلقه التام من موافقة ابيه من عدمها ليعبس سليم بتعجب وهو يرتجل من السيارة يتجه نحو عمته فيساعدها على النزول فتشير إليه بأن يتركها وتتجه نحو منزلها لتدلف إليه ، فيغمغم بعدم فهم : ما الذي سيدفعه للرفض؟


تنهد عمر بقوة ليدعك جبهته : لا أعلم ، الأباء دوما يكون لديهم أسباب للرفض ، لا أحد يعلم عن ماهيتها شيء غيرهم .


ضحك سليم بخفة ليتمتم بخفوت : لو تشير إلى أخيك وزوج خالتك ، فسيادة الوزير حالة خاصة جدا بصراحة ، لكن لو على أبي سيوافق ، نعم على مضض ولكنه سيوافق ، لا أعتقد أنه سيرفض وخاصة لو شعر بموافقة حبيبة ، لذا عليك أن تكون واثقا من حبيبة يا عمر ، فلا أحد أخر يهمني سواها وعلى حسب رأيها سأساندك إلى أخر المطاف .


زفر عمر بقوة وابتسم وهو يتذكر خجلها الشديد بعد إعلانها موافقتها وهمهمتها الحرجة بأنها تريد الإنصراف فيوافق على الفور ، ولم يشأ الضغط عليها اكثر بل انه اخفى عليها لهفته وفرحته الخفية بموافقتها فتحكم بمشاعره في ضبط نفس شديد مارسه على روحه حتى لا تكتشف كم يتوق إليها ويريدها ، فأعادها إلى مقر شركة الانتاج واشار إليها مودعا في لباقة ثم انطلق بسيارته ليطلق لنفسه العنان أخيرا ويستمتع بفوزه بموافقة ستقربه منها .. من وجودها .. من حلمه بأن ينالها .


همهم اخيرا بأنفاس متخمة برضا : لا تقلق حبيبة موافقة .


ومضت عينا سليم بمكر وابتسامته تنير ثغره : حسنا يا زوج أختي - باعتبار ما سيكون بإذن الله ، فلتغلق الخط بصوتك المشحون بعواطفه هذا ، قبل أن أغار منك لأنك ستختطف شقيقتي الوحيدة فافسد لك الزيجة .


أبتسم عمر وهو يسبل اهدابه بحرج ليهمهم بمرح افتعله : لن تقوى على فعل شيء ، فحبيبة تريدني حتى لو أنكرت .

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن