أقتباس

108 2 0
                                    

" أنت ترين اسعد الأقرب لأن يتزوج من فتاة لا يعرفها وأنا لابد أن أحب فتاتي قبل أن أتزوج منها ، أليس كذلك ؟
هزت رأسها  إيجابًا فيتابع : الأمور ليس كما تبدو عليها يا يمنى ، فاسعد عاطفي للغاية ولكنه لا يظهر عاطفيته ، بينما ..
أكملت له بهدوء وعيناها تومض بتفهم : عاطفيا ظاهريا فقط .
ضحك بمرح : ليس للدرجة ، أنا الآخر عاطفيا قليلا ولكن أنا رجل علم اؤمن بأن قرار عقلي لابد أن يسبق قرار قلبي
ثرثر بعفوية : لابد أن اقتنع بمن سأتزوجها وأتقبلها ، وبعدها سيأتي كل شيء من حب ومشاعر وعواطف وأحاسيس .
تأملته قليلا لتساله باهتمام : إذا أنتَ لا تريد الزواج بعد قصة حب رائعة كقصة أبي وأمي .
ابتسم برزانة : بل سأفعل ساحب من اقتنع بها، عبست وهي تنظر إليه برفض فتابع – اسمعي، الألفة والود اعمق من الإعجاب ، العشرة والسكينة افضل من الحب ، الدعم والسند اقوى من العشق ، ما فائدة كل هذه المشاعر المحمومة والعواطف المنفجرة إذا لم تثبت بالدعم والسند وتظلل بالثقة والأمان .
اختنق حلقها وهي تشعر بشرخ روحها يتعرى من جديد أمام أخيها الذي نظر إلى عمق عينيها : أنا أفضل أن تنشا ألفة ومودة بيني وبين أي فتاة فتزدهر لحب وأن لا أحب فتاة لا تدعمني حينما احتاج إليها .
رجفا جفنيها وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه فتسيطر على دموعها التي شعرت بها تتكوم في ماقيها لتجبرها على التراجع وخاصة حينما نادها بخفوت فابتسمت بوجهه وهي تتحاشى أن تتعلق عيناها بعينيه فهتف بمرح : سأقص عليك قصة لا يعرفها أحد – اعتقد - سوى أسعد .
سحبت نفسا عميقا لتنصت إليه باهتمام فيتبع بعفوية : تذكرين حينما كنت لاعب كرة مشهور فأنا نجمي بزغ وأنا بالسادسة عشر وتناقلت الصحف أخبار الفتى الوسيم الذي يسدد الأهداف من منتصف الملعب ، أومأت براسها إيجابًا فاستطرد – أعجبت بفتاه وأحببتها وهي الأخرى أحبتني صدقا جميع الهم أنستني .
تعالت ضحكاتها لتضرب كفه بعتب : توقف عن المزاح يا عادل ، أريد  أن أعرف هذه القصة التي لا يعرفها احد سوى تؤامك العزيز .
سحب نفسا عميقا ليزفره كاملا ليفضفض لها بهدوء : كنت لاعب مشهور اسمي عال بالسماء ، وهي كانت أجمل فتاة وقتها ، أو هكذا رأيتها ، كانت دوما تحضر مباراة الفريق والتمارين ويوم ما وجدتها تنتظرني لنتبادل الحديث قبل أن نفترق فكلا منا يذهب إلى طريقه ، حينها كنت بالثامنة عشر ولكن كنت اشهر لاعب في سني ، لازلت أذكر هتاف الجماهير باسمي في المدرجات ، لازلت أذكر الفرحة العارمة والتهاني بفوز المباريات ، لازلت اذكر أباطرة الملاعب وهم ينتظرونني لأصعد إلى الفريق الأساسي ووجودي الذي سيقلب النتائج لصالح الجميع ، ولا زلت اذكر فرحة عيناها .. قفزاتها السعيدة بعد كل هدف لي ، وتورد وجنتيها كلما همست لها بإحدى كلمات الغزل ، ظلت علاقتنا سويا وامتدت لسنتين كاملتين نلتقي في النادي ونتحدث بالهاتف ، إلى أن أتممت العشرون كنت بالجامعة وقتها وهي الأخرى ولكن دراستي إلى الطب الذي لم يكن اختيارا كان حلما لم اتخلى عنه قط حلم ابعدني عنها رويدا رويدا ، فأنا كنت اركض .. الهث بين التمارين .. الدراسة .. الاختبارات والاستذكار ولكن أتى اليوم الذي انتقلت فيه إلى الفريق الأساسي وتم ترشيحي لمعسكر المنتخب ، اخترت الكرة على دراستي و قدمت اعتذارا عن امتحانات السنة الدراسية وسط من موجة رفض وصراخ معترض من ماما ولكن بابا ساندني كما يفعل دوما ، حينها أخبرتها صمتت ولم تعلق وأنا لم افهم.
ابتسمت تحثه على أن يكمل وهي تشعر بألم عميق تجذر بروحه ليتنهد بقوة ويهتف بصوت هادئ : اعتقد أنك تذكرين أخر مباراة لعبتها كانت اخر مباراة في تصفيات صعودنا لكأس العالم .
تمتمت بصوت محشرج : نعم اذكر حينها أصبت بالرباط الصليبي الذي حال بينك وبين إكمالك المباراة، ولكن مصر تأهلت للمشاركة .
زفر بقوة و أومأ برأسه إيجابا : كان الأمر بسيط وسيعالج بوقت قليل ، ولكن الألم كان مبرحا ، في لحظة توقفت ساقي عن العمل ، لا استطيع أن أتحكم بقدمي التي لطالما تعلق بها آمال الملايين ، في لحظة فارقه تحولت إلى كرسي مدولب فانا لا استطيع السير ، في لحظة انهار الحلم .. الأمل .. الفوز ، في لحظة وقفت بها أمام نفسي وأنا اعلم أن الشهرة ليست دائمة لأحد .
اغرورقت الدموع بعينيها ليتنفس ببطء ويهمس : الأمر كان بسيطا بل أن الأطباء اخبرونا حينها أنها عملية سهلة ستأخذ بعض الوقت وسينتهى الأمر ، حينها ساندني الجميع .. دعمني كل من حولي ، بابا ..ماما .. ايني ، اسعد الذي ضغط على كتفي مؤازرا  ، عمو وليد الذي هتف أنه سينقلني لأعالج في الخارج إذا احتاج الأمر ، عائلتي بأكملها كانت بجواري ، ولكني كنت انتظرها .. احتجت أن أرى عيناها فتخبرني بأنها بجواري ستدعمني وتؤازرني ، ولكنها اختفت ،
رفع نظره إلى شقيقته ليتبع بصوت محشرج : لم تظهر .. لم تأت .. لم تهتم ، تركتني ولا اعلم إلى الآن السبب .
سقطت دمعتها رغم عنها وتعلقت الأخرى برموشها هي تنظر له بصمت وتساؤلات كثيرة ماجت بحدقتيها فاكمل بصوت مختنق : ولم ابحث عن السبب ، فهو لا يهمني ما كان يهمني أن اشعر بها إلى جانبي وهذا لم يحدث ، الاحتياج انتهى مع مرور الموقف وبقى الخذلان هو سيد الموقف بيننا ، بعد أن أجريت العملية وهنأني الطبيب بسلامتي أعلنت اعتزالي لكرة القدم ولشهره ستكون عنصر لجذب أُناس غير صادقين كل ما يهمهم هو الوجود من حولي .
سيطرت على دموعها لتهتف به : ولكنك جراح مشهور يا عادل .
ضحك بخفة ليقترب منها يمسح اثر دموعها ليهمس : العلماء لا يتمتعون بنفس الشهرة يا أختاه ، تساءلت باختناق وصله جيدا – هل أحببتها بهذا القدر الذي..؟
صمتت ليبتسم بشقاوة ويكمل : أن اصبح معقدا فلا ابحث عن الحب ثانية .
ضحكت رغم عنها فصمت قليلا والتفكير يعتلي ملامحه ليزفر هامسا : لا لم احبها لهذا القدر ، ولكن ونحن صغار مشاعرنا تكون مميزة .. نضرة .. رقيقة .. وهشة ، أي تيار هواء يفسدها ، وأي تصرف قاس يهشمها ، ورغم أنها لا تكن بالقوة الكافية ورغم أنها لا تكون صادقة تماما إلا أنها تترك جرحا غائرا في القلب، لا نستطيع تخطيه بسهولة ، فبعد التجربة الأولى نصبح أكثر حذرا .. أكثر خوفا .. أكثر قسوة .
رجفا جفنيها وملامحها ترتسم بصلابة وانتقامها يتجسد بعمق حدقتيها ، فيبتسم عادل ويهمس بهدوء : الذكي من يحلل نتائج تجربته الفاشلة بطريقة صحيحة فيستطع أن يتفادى أخطاءه في القادم ، تنهد بقوة ليهتف بمرح – لذا أنا أثق بقرار عقلي أكثر من قلبي .
تأملته قليلا بنظرات جامدة لتهمس : إذا ستقابل الفتاة .
أومأ برأسه  إيجابا فتمتمت بخشونة : بالتوفيق.
ابتسم ليهتف بها وهو يشير إليها لتتقدمه فهما سيغادران : فقط اخبريني بموعد السيد فراس حتى لا يتضارب مع موعد الفتاة .
التفتت إليه فتغيم عيناها بغموض وابتسامة ماكرة تنسل من ثغرها فتتوهج شامتها بجاذبية تضفيها عليها : سأفعل .
اتسعت ابتسامة عادل المتلاعبة وهو يفتح لها باب سيارته لتدلف اليه قبل أن يدور من حول مقدمتها ، فجأة رفع راسه ينظر إلى نقطة بعيده قليلا قبل أن يدلف اليها وينطلق عائدًا بشقيقته إلى المنزل . "
***
من رواية #حبيبتي الجزء الثالث من سلسلة #حكايا_القلوب
قراءة ممتعه
تعالوا نفتكر و نرجع لأيام جميلة
بانتظار رأيكم ، تفاعلكم ، مشاركاتكم

الرواية التي تلطف على القلوب .

تجدونها هنا

جروب حكايا القلوب

https://m.facebook.com/groups/982915538758880/

ولينك تحميل الميديا فاير

http://www.mediafire.com/file/goncysaebl9jswv/%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A8%25D8%25AA%25D9%258A_..%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25B2%25D8%25A1_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AB%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AB_%25D9%2585%25D9%2586_%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A9_%25D8%25AD%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25A8_.pdf/file?fbclid=IwAR1k09n3VNobalmd4ZQuvtVWTWVjyBMFXxbK1Gerf3IXe2uE-csm0X5aAnA

لهواة الواتباد

https://www.wattpad.com/story/312427769?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=story_info&wp_page=story_details_button&wp_originator=xJFPnrtfi71vhiKMhvcW3O6HjjyRpueExGzuztmJ0l2Hr1OVX6X%2FC5vgaj%2BtasvOSK3lVGJhtUODuDLQiPnDqr8T1uD2xEiiZMFouq36b4y9gZYmeR4ukkvuaqUeDxSD

الرواية ع التليجرام

https://t.me/HAPIPTY3

#حكايا_القلوب

#حبيبتي

#روايات_الكتروني

#اقتباسات

#تصميمات

التصميم للجميلة

Fatma Elshamaa

Fatma Elshamaa

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن