الفصل ال٣١ ج١

2.5K 64 2
                                    

بعد ما يقارب الثلاث اسابيع

يتحرك بخطوات حازمة في أروقة هذا المبنى الذي يحمل الفخامة .. يدل على القوة .. ويضم اكفأ الضباط يعملون تحت امرته ، يتذكر حينما انضم إلى هذا الجهاز السيادي لأول مرة ، وكيف تم طلبه بالاسم وخاصةً بعدما رُقي وتوقف عن تنفيذ المهمات الصعبة ليستفيدوا بخبرته وحنكته و رغم أنه لم يكن ضابط بالجيش إلا أنه علم بأن الجهاز يضم الأكفأ من كل الجهات الخاصة بالأمن، والآن هو يرأس الجهاز بجانبيه العسكري والأمني بعد جهد طويل وعمل دؤوب على مر الزمن إلى جانب تعيينه مستشار الرئيس للشئون العسكرية والأمنية.
رفع رأسه بشموخ كعادته وتحكم في زفرات انفاسه وهو يخطو و من حوله أفراد فرقة الحرس الخاصة به يتبعه مدير مكتبه و نائبه الذي اقترب منه فجاوره في إشارة بأنه يريد الحديث معه بأمر هام فأحنى راسه انحناءة خفيفة ليستمع إلى الآخر الذي هتف : قضية الجاسوسة يا سيدي لم نستطع إلى الآن أن نحصل منها على أي معلومات !!
عبوس طفيف داعب ملامحه ليتابع الآخر : ناصر لا يقوى على التعامل معها يا سيدي .
اعتلى التفكير ملامحه ليهز رأسه متفهما قبل أن يسأله بجدية : هل يحقق معها الآن ؟!
أجاب الآخر سريعًا : لا ولكن إذا أردت .
هز أمير رأسه على الفور : أريد أن أنظر إلى طريقته معها ثم أقرر ، اتبع بجدية - ناصر شاب ممتاز و كفء ولا أستطيع تجريده من قضيته التي عمل عليها إلا حينما أوقن من فشله في معالجة الأمر.
أومأ الآخر متفهمًا قبل أن يحدث شخص آخر خلفه فيتحرك بخطوات واسعة وهو يتحدث بجهاز صغير ليسأله نائبه من جديد : سيادتك ستذهب الآن ؟!
أومأ برأسه إيجابًا فيتحرك مخالفًا طريقه لمكتبه فيتبعه الجميع ليصطف الرجال اللذين يقابلونهم في الممرات بآليه يشدون اجسادهم بانتباه ويؤدون التحية العسكرية بهمة فيحيهم برأسه وهو يمر من أمامهم إلى أن وصل الى غرفة مكتبيه تطل على غرفة أخرى بزجاج فاصل عاكس يظهر ما يحدث من خلفه دون أن يظهره ، انتفضا الضابطان الصغيران يقفان باحترام يحيونه بإجلال فيمأ لهما بتقدير قبل أن يهتف أحدهم وهو يقف بانتباه : ناصر على قدوم يا سيدي والفتاة أيضًا .
أومأ أمير رأسه بتفهم ليهمس بجدية : استرح .
تبادلا الشابين النظرات بينهما بحرج فنظر إليهما أمير قليلاً قبل أن يهمس بود : عودا إلى عملكما ولا تهتما لوجودي .
نظرا لبعضهما ثانيةً بحرج فلا يتحركان من مكانهما ليهتف نائبه بجدية : نفذا الأوامر .
تحركا بسرعة ليجلسا أمام الأجهزة التي تعمل على تسجيل كل ما يحدث بالغرفة قبل أن يهتف أحدهما : الفتاة وصلت .
ركز أمير بصره على الفتاة التي دلفت من الباب أمامه بعد أن دفعها أحد الرجال للداخل فلوت شفتيها بتهكم وهي تلاعب خصلات شعرها الطويلة المموجة قبل أن تجلس بأريحية على إحدى الكرسين الموضوعان حول المنضدة المستطيلة الصغيرة لترفع ساقيها فوق المنضدة أمامها وهي مستمرة في التلاعب بخصلاتها.
لوهله تعجب من تصرفها ليرمق بطرف عينه الشابين اللذان يتحكما في تأثرهما بصلابة - بالجسد الأنثوي القابع أمامهم بالتواء محسوب، فتجمد ملامحه وهو يراقبها كيف تدندن بارتياح وتهز جسدها برقة مغوية متعمدة فيسحب نفسًا عميقًا قبل أن يلتفت لناصر الذي دلف بخطوات سريعة قبل أن يؤدي التحية العسكرية أمامه فيبتسم أمير بوجهه ويحيه بلطف : كيف حالك يا ناصر بك ؟!
أومأ برأسه في إجلال : بخير والحمد لله يا سيدي ، تلكأ ناصر وهو ينقل عينيه بين عيني أمير ونائبه الواقف جواره قبل أن يسأل - هل هناك ما أخطأت به يا سيدي ؟!
هز أمير رأسه نافيًا : أبداً يا بني فقط أتيت اطمئن على سير التحقيقات أنت تعلم أنها قضية هامة جدا لدينا وأنت بارك الله فيك أديت مهمتك و أوقعت بهما
رد ناصر سريعًا : الدكتور اعترف بكل شيء يا سيدي .
رفع أمير عينيه لينظر له : نعم أعلم قرأت التقرير البارحة ولكن لابد أن تدلي هي الأخرى بشهادتها التي لم أراها في التحقيقات بل أنت كتبت في تحقيقك أنك لم تتمكن من إنهاء التحقيق معها ولا مرة من العشرون مرة الماضية .
رمش ناصر بعينيه ليجيب بغيظ مكتوم : إنها تتصرف بطريقة .
زم شفتيه مانعًا نفسه من التفوه بأي كلمة خاطئة ليمأ أمير برأسه متفهمًا وهو يشير بسبابته : أرى هذا . اتبع بجدية آمراً - لذا أكمل التحقيق فانا أريد رؤيتك وأنت تحقق معها .
شد ناصر جسده ليؤدي التحية بجدية قبل أن يستدير على عقبيه حينما أشار إليه أمير أن يذهب ليغادر ناصر الغرفة بالفعل قبل أن يدلف أمامه في الغرفة الأخرى فتقابله الفتاة بضحكة ساخرة وهي على نفس جلستها فلم تهتم به ولا بدخوله ليغمض ناصر عينيه مستدعيًا صبره وثباته قبل أن يهتف بجدية : اجلسي باعتدال ، ضحكة أخرى متهكمة صدرت منها فيهتف ناصر من جديد وهو يقبض كفيه بقوة - اعتدلي قلت .
لوت شفتيها باستهزاء تجلى بعينيها قبل أن تنزل ساقيها بالفعل لتجلس على طرف الكرسي وتضع ساعدها حول ظهر الكرسي فتقابل ناصر بجنب جسدها وهي تشده باستقامة
سحب ناصر الكرسي الآخر ليجلس عليه يضع أمامه جهاز لوحي يداعبه بأصابعه قبل أن يسحب نفسًا عميقًا سائلاً بجدية : اسمك ؟!
هزت كتفها بلا مبالاة قبل أن تجيب ببرود : وهل يهم اسمي في شيء ؟!
أجاب ناصر وكأنه لم يسمع شيء : وجدنا معك هوية باسم مروة وتمتهنين الطب ولكنك متهمة بقضية دعارة والاشتراك في شبكة دولية فأمامي جواز سفر باسم سالي وأنك لست مصرية كما تقول الهوية بل إنك تحملين الجنسية الكندية
رفع راسه إليها : وأنا اعتقد أن كلاهما مزوران لذا أسألك عن اسمك الحقيقي
تحركت لتقابله تفرد ذراعيها على الطاولة أمامه لتهمس بصوت أبح وهي تنظر إليه بإغواء : وأنا أخبرتك أن كل هذا لا يهم .. مروة أو سالي أو أي اسم آخر ما الفارق ؟!
ازدرد لعابه ببطء قبل أن يهتف : ما اسمك وهويتك وأيا منهما أنت ؟!
بللت شفتيها لتهمس وهي تغمز له بعينها : ما رأيك أترك أمر اسمي ودعنا نتعارف بشكل أقرب من موضوع الاسماء هذا ؟
اهتزت حدقتيه لوهلة قبل أن تتسع عيناه حينما رفعت نفسها بكفيها على الطاولة لتزحف من فوقها ثم تجلس على الطرف الآخر أمامه مباشرة فيعود بجسده للوراء حتى لا تلامسه بركبتيها اللتين أصبحتا حول جسده لتهمس بصوت أبح وهي تلامس بلوزتها المكشوفة قليلا فتفك أزرارها ببطء : دعني أريك ما لم تره من قبل وأترك أمر التحقيق هذا واسمي وهويتي فكل هذا لا يهم اتبعت و هي تتخلص بالفعل من بلوزتها فتصبح امامه بصدريتيها فقط - ما يهم النعيم الذي سأصحبك إليه
انتفض ناصر واقفًا مبتعدًا بجسده عنها ليهتف بصلابة : ارتدي ملابسك
مطت شفتيها بملل لتهتف به ببرود : هل أنت متزوج ؟!
اغمض ناصر عينيه بنزق ليصيح بغضب هذا المرة : لا شأن لك بي يا..
توقف عن سبها لتضحك بسخرية ضحكة عالية لتهمس بغنج : كم يعجبني أدبك وأخلاقك العالية تجعلني أفكر فيك كيف ستبدو حينما تخلع ردائك المتحضر هذا ، و كيف ستكون وسط جموح شهوتك ؟!
هتف علاء - أحد الشابين - من جوار أمير : ناصر سيقتلها هذه المرة
ليندفع علاء بسرعة حينما هدر ناصر بغضب وهو يتجه إليها بعنفوان ناويَ ضربها : أيتها ال..
انفتح الباب قبل أن يهتف علاء : هل فاتني شيئًا هنا ؟! توقف ناصر قبل أن يقبض على عنقها بالفعل ليشير إليه علاء بعينيه ثم يصيح باسم أحد العساكر ويبتسم مجبرا : أصحبها للحبس ثانية ، اتبع بابتسامة سمجة - ارتدي بلوزتك .
وضعت البلوزة على كتفيها بإهمال لتتحرك مع العسكري إلى الخارج دون أن تهتم بإغلاقها ليغمض ناصر عينيه بنزق قبل أن يستمع إلى كلمات علاء المهدئة
اعتلى التفكير ملامح أمير وهو ينظر للشاب الذي ينتفض غضبًا ليهتف بنائبه وهما يغادران الغرفة : أين حسن ؟!
هتف الآخر على الفور : بإجازة يا سيدي
اجاب امير بجدية : أستدعيه اليوم وأخبره أن يحضر مع ناصر التحقيقات لمدة الثلاث ايام القادمة وفي اليوم الرابع يدلف إليها بمفرده ، اتبع بيقين - حسن سيجبرها على التحدث .
عبس نائبه بشك ليبتسم أمير ويجيب بجدية : إنها تستفز ناصر تلاعبه لأنه محترم وهي تعلم نقاط ضعفه .. أدبه .. احترامه .. وتدينه فلا تخافه فهي تعلم جيدًا أنه لن يتجاوز حدوده معها . صمت قليلاً ليهمس بثبات : لابد أن تشعر بالخوف وحسن سيخيفها ويجبرها على الإدلاء بكل شيء
أومأ نائبه بتفهم : أمرك يا سيدي .
هتف أمير بجدية : فقط تحدث مع ناصر وأخبره بالأوامر قبل أن يصل حسن وتحدث مع حسن أن لا يتدخل في التحقيقات وناصر معه بل يظل صامتًا طوال جلسات التحقيقات ، لأيد أن يشعرها بالترقب منه ومن تواجده
لمع التقدير بعيني نائبه قبل أن يهتف بجدية : أمرك يا سيدي .
***
ابتسمت برقة وهي تتحرك نحو مكتبه الواقع في طرف المؤسسة الآخر ، تسير بهمة وسعادتها تتألق بعينيها فمنذ تلك الليلة التي صحبها الى القلعة ليريها القاهرة القديمة من فوق سطحها ليخفف عنها حزنها ويكرر اعترافه على أذنيها بنبرة ابحه استولت على إدراكها وهي تعيش معه بغيمة صافية بيضاء لا يشوبها شيء ، وخاصةً مع فرحته الجلية حينما أخبرته النهار التالي أنها بدأت في شراء احتياجاتها الخاصة بالزواج ، أو كما يقال عليه " جهاز العروس "
تخضبت وجنتيها بشرارات حمراء قانية وهي تتذكر همسته المشاغبة عن قمصان النوم الحريرية التي يتوق لأن يراها عليها فزجرته بخشونة حينها ليشاكسها كعادته مؤخرًا هامسًا بصوته الاجش : مجرد أيام يا حبيبة ولن تقوى على زجري هكذا .
ابتسمت بخفة حينما اقتربت من باب مكتبه لتنظر حولها تبحث عن مديرة مكتبه أو سكرتيرته الخاصة بعينين صقريتين لتقييمها وهي تفكر أنها لم تسأله عنها من قبل وهو لم يتطرق للحديث عن أخرى تكون على مقربة منه طوال الوقت ، ليظهر أمامها آسر يرحب بها بخفة ولباقة فتسأله بصوت هادئ : أريد ان ادلف إلى عمر ولا أرى مديرة مكتبه أو سكرتيرته
عبس آسر بتعجب قبل أن يجيبها : من أخبرك أن عمر بك لديه مديرة مكتب أو سكرتيرة ؟! ارتفعا حاجبيها بدهشة فأكمل ببساطة - تريدين الدخول إليه اطرقي الباب وادخلي ، إن هذا اسلوبه الخاص ليس معك فقط بل كل العاملين كذلك من يريد شيء خاص من السيد عمر يدلف إليه بأريحية .
ابتسمت وعيناها تلمع بإعجاب وفخر لتمأ إليه بتفهم فيهتف إليها بعفوية بعد أن أشار إليها مودعًا : سعيد لرؤيتك يا حبيبة ، أراك قريبًا بإذن الله .
__ بإذن الله ، تمتمت وهي تشير لآسر مودعة قبل أن تنظر من حولها بخفة وعيناها تلمع بشقاوة فتفتح الباب بهدوء شديد تمد رأسها لتنظر إلى الداخل وتتسع ابتسامتها والحماس يطل من عينيها حينما وجدته يعطي للباب ظهره فتدلف إلى الداخل على أطراف اصابعها ثم تغلق الباب خلفها ببطء حذر أن يصدر أي صوت ينبهه ، لتتحرك ثانيةً بخفة على أطراف اصابعها بعد أن خلعت حذائها ذو الكعب العالي لتعلقه بأصابعها وتسرع من خطواتها بشقاوة طفولية رسمت ملامحها لتقترب منه تقف خلفه مباشرةً مستغلة تركيزه الشديد في الجهاز اللوحي أمامه قبل أن تهتف بقوة وهي تدفع كرسيه الجالس من فوقه متعمده أن تفزعه : بوم .
__ بسم الله . هتف بها عمر وانتفض واقفًا حينما شعر بأنه سيقع من فوق كرسيه ليستدير ينظر إليها بعينين متسعتين بصدمة و أنفاس لاهثه ليدرك أنها افزعته متعمدة وخاصةً حينما انطلقت ضحكتها من حولهما مغردة .. سعيدة .. لا يحكمها شيء ، ابتسم وعيناه تلمعان بحنان إليها ليضع كفيه في خصره هاتفًا بمرح : هكذا يا حبيبة هانم ، تفزعينني .
ضحكت ثانيةً بقوة قبل أن تسيطر على ضحكاتها فتضع كفاها على فمها و وجهها يلمع باحمرار أسعده لتهتف بخفة وهي تسحب كرسيه لتجلس من فوقه : فكرت أن أفاجئك ، وحينما وجدتك منشغلاً لهذه الدرجة فلم تشعر بوجودي فكرت أن اعاقبك .
بلل شفتيه ليكز على السفلية منها بخفة : أنا استحق العقاب بالفعل ، فأنا سيء وقلبي هذا يستحق أن يقطع اربًا.. اربًا لأنه لم يشعر بك وبمجيئك .
توردت وخفضت بصرها لتنحني بجسدها ، ترتدي حذائها فيقترب منها ويسحب الحذاء من كفها بخفة فتعوج رأسها بتعجب تنظر إليه بعتاب : هات فردة الحذاء يا عمر .
رفع فردة الحذاء الصغيرة أمام وجهه ليقلبها باهتمام : ما مقياس حذاءك يا حبيبة ؟! أنا اشعر بأنه حذاء لدمية صغيرة أو عروس من عرائس نوران التي كانت تملأ غرفتها .
تصلب جسدها لترفع رأسها إليه على الفور تسأل بعبوس حاد حدد ملامحها : وكيف عرفت أن غرفتها مليئة بالعرائس ؟!
أخفض الحذاء وهو يقف من داخل مكتبه يستند بجسده على حافته وكأنه يجلس نصف جلسه من فوقه ليعبس مثلها وهو يحنو ظهره نحوها يحاوطها بذراعيه حينما فرد كفيه فوق مسندي كرسيه، ليهمس بفحيح مقلدًا اليها : هل هذه غيرة يا حبيبة ؟!
رمشت بعينيها قبل أن تنطق بحدة : نعم .
لمعت عيناه بوميض أزرق ليهمس بمرح : لم تمنحيني فرصة أن اكمل جملتي والتي هي " عرائس نوران التي كانت تملا غرفتها وهي صغيرة " ، لوى شفتيه بخيبة أمل - والتي دلفت إليها عشرات المرات حينما كنت صغير فهي ابنة خالتي و بمثابة أختي الصغيرة .
ضيقت عيناها لتهمهم وهي تنتزع فردة الحذاء من كفه : أنت ماكر يا عمر بك .
رقص حاجبيه بمشاكسة : أوقعت بك يا حبيبة عمر بك .
شبه ابتسامة رُسمت على شفتيها لتهمس وهي تنظر لعمق عينيه : هل رؤيتي وأنا غيور تعجبك؟!
كز على شفته بقوة ليهمهم بمشاغبة : جدًا ، توردت لتشيح بعينيها بعيدًا عنه ليتابع بهمس حار لفح وجنتيها فهو لم يحرك جلسته القريبة منها - لم نكمل حديثنا البارحة ، فأنت هربت واغلقت الخط
حركت رأسها بانزعاج لتهمهم وهي تنتبه بأنه يحاوطها : توقف عن قلة الحياء يا عمر واتركني من فضلك .
ضحك بخفة ليهمس بتعجب : وهل امسكك يا حبيبة ؟! كفاي موضوعان فوق ذراعي كرسيّ.
ابتعدت بظهرها قليلاً لتهمس : أنت مشرف علي يا عمر .
احنى رأسه قليلاً ليصبح وجهه على مقربة شديدة منها فيهمس وهو يدير عينيه على ملامحها بشغف : هل تضايقك أنفاسي ؟! هزت رأسها بحركة غير مفهومة لتسقط فريسة نظراته التي اشتعلت امامها بتوق وهو يتبع بصوت أبح - أفكر أن امنحك درس عملي بدلاً من الدروس النظرية .
توترت أنفاسها وقلبها يدق بجنون فتهمس بصوت متلاشي تقريبا : لم أطلب أيا من الدروس لا العملية أو النظرية.
ركز نظراته على شفتيها المنفرجة بلهاث متوالي ليهمس : أعلم ولكني متطوع لتدريسك ، أتبع وهو يقربها منه اكثر حينما سحب الكرسي إليه قليلاً في غفلة منها - هل اقتنعت بوجهة نظري؟!
تمتمت بخفوت : لا ولن اقتنع .
همس بسلاسة : إذًا لنجرب .
ابتعدت بجسدها قليلا فيقابلها ظهر الكرسي الذي حجزها من خلفها لتحاول أن تدفع الكرسي بعيدا ولكن ثقل جسده وقوة كفيه اللذين تحكما بحركة الكرسي منعتها من الفرار من مداره ليهمس بخفوت : فقط قبلة واحدة وستتأكدين من وجهة نظري يا حبيبة ، وأن الأمر رائع كما اعتقد ليس مقرفًا كما تتخيلين .
استعادت جزء من تركيزها لتهمس : لا أفهم اصراراك على مدى روعته رغم أنك لم تجربه ، اتبعت بنبرة ذات مغزى - كما أخبرتني من قبل .
ابتسم باتساع ليجادلها بمنطقية : لأني كلما فكرت في شفتيك وتذكرت روعة شكلهما فيخبرني عقلي أن بالتأكيد مذاقهما اروع بكثير من شكلهما .
رفعت عيناها إليه لتنظر نحوه بلهفة هامسة بتساؤل أظهر مدى هشاشتها : هل شكلهما حلو فعلاً؟!
رقت عيناه ليتنهد بقوة قبل أن يهمس إليها : فقط لو تنظرين إليك بعيني ستتأكدين من صحة اقوالي كاملة يا حبيبة .
ابتسمت بخجل واخفضت رأسها ليهز الكرسي بلطف وهو يجذبه نحوه أكثر : لم تجيبِ عن سؤالي .
هزت رأسها نافية لتجيب بإصرار طفولي : لا أريد درسًا عمليًا ، لوى شفتيه بإحباط لتتابع بدلال و رفض واهي - ولا دروس نظرية أيضًا .
رفع حاجباه بدهشة ليهمس بتفكه : هل أنا مدرس فاشل لهذه الدرجة ؟!
لم تستطع أن تمنع ضحكتها التي انطلقت بأريحية فاتسعت ابتسامته على إثرها لينحني فجاة نحوها يخطف قبلة سريعة من جانب ثغرها قبل أن يدفع الكرسي بعيدا عنه قليلاً فتشهق بصدمة و وجهها يحتقن خجلاً قبل أن تزمجر بعتاب : عمر .
فيرد بمشاكسة وهو ينهض واقفًا : حبيبة عمر .
ضحكت برقة ليشير إليها وهو ينهض واقفًا : من الجيد أنك أتيت مبكرًا قليلاً عن موعد الاجتماع فأنا أريد أن استشيرك فيم بعثه إلي مهندس الديكور البارحة ،
نظرت إليه باهتمام امتزج بفضولها فناولها جهازه اللوحي الخاص وهو يشير إليها عن بضعه صور متتالية ليهتف بها : إنه اقتراح المهندس .
زمت شفتيها بتفكير لتستغرق في النظر بعبوس طفيف ، رن هاتف مكتبه ليجيب بعفوية فيهمهم ببضع كلمات مفادها أنه سيأتي على الفور قبل أن يغلق الهاتف ويهتف بها : هيا يا حبيبة الاجتماع على وشك البدء .
رفعت نظرها دون إدراك حقيقي لتشير برأسها ايجابًا وهي تنهض واقفة تحمل اشيائها إلى جانب جهازه اللوحي وتتحرك بجواره نحو غرفة الاجتماعات الكبرى المجاورة لمكتب عاصم ، هتف بصوت جهوري حينما دلف إلى الغرفة امامها : صباح الخير على الجميع .
تحركت بجواره لتحي أخيه وعاصم برأسها في رقة معتادة منها لتقترب من حميها فيصافحها بود محتضنًا كفها بين راحتيه قبل أن تستقر أخيرًا بحضن أبيها فيقبل جبينها هامسًا : توقعت أنك لن تحضري اليوم ،
أجابته بخفوت : سليم أصر على حضوري .
ومضت عينا بلال بفخر لم يكبح جماحه ليسألها باهتمام : أين هو سليم ؟!
وكأنه جُسِد أمامه فظهر ابنه يبتسم بمرح وهالة حضوره تغمر الجميع : صباح الخير عليكم ، أتبع بطريقة سينمائية أثارت الضحكات - إنه صباح جميل لعقد الصفقات .
صافح الجميع باحترام شديد ليرحب به عاصم بحفاوة قبل أن يتوقف أمام ابيه يبتسم إليه ويصافحه بعملية لتتسع عيناه بدهشة حينما جذبه أبيه إلى حضنه يربت على ظهره بفخر أربكه قبل أن يمنح أبيه ابتسامة صادقة تلك المرة ليهتف بمرح : هل نبدأ يا عاصم باشا ؟!
اتسعت ابتسامة عاصم ليشير للجميع بالجلوس : بالطبع يا سليم باشا ، اشعر أنك لن تمنحنا ما نريد دون مقابل .
أجاب سليم ببساطة وهو يجلس على رأس الطاولة فيصبح مواجهًا لعاصم : بل سامنحكم كل شيء ولكن كله بثمنه كما يقولون يا عاصم باشا .
ابتسم عاصم وهو يرمق سليم بتقدير مزج بتحدي سرى لوهلة بينهما ليجيب عاصم أخيرًا : سنصل لاتفاق مرضيً أنا واثق من ذلك .
أشار سليم برأسه إيجابًا ليجلس البقية فيتحرك عمر ليجلس بجانب حبيبة المشغولة بالجهاز اللوحي منذ أن جلست ليهمس اليها : هل استقريت على أي شيء ؟! هزت كتفيها بعدم معرفة ليزفر بقوة قبل أن يتابع مهمهمًا وهو ينظر أمامه يحاول أن يركز تفكيره فيم سيعُرض أمامهم وخاصةً مع وقوف سليم بقامته المديدة والاضاءة التي بدأت تختفي تدريجيًا من الغرفة - حسنّا لا يهم بعد أن ينتهي الاجتماع نراسله بأن مقترحاته لم تلاقي قبول لديك .
لم تلتقط حديثه بل انغمست فيم تراه أمامها ، لتقف أمام صورة جذبت نظرها فتدقق بمحتوياتها وهي تسكب تركيزها كاملاً لتمط شفتيها في استياء جلي قبل أن تهتف بإحباط : انظر يا عمر هذه الغرفة جيدة و أنا احببتها لكن لا أريد هذه الستائر فلونها الاصفر بشع .
استدار عمر إليها مجفلاً ليرفع حاجبيه بدهشة وابتسامته السعيدة تنفلت من بين شفتيه ليحتقن وجهها خجلاً وهي تنظر من حولها لتجد الجميع ينظر لها بتعجب ، أحمد ينظر إليها بدهشة سليم الذي يجاهد أن لا يضحك بملء فيه ، عاصم الذي اسبل جفنيه وابتسامة ماكرة تشكلت على ثغره ، حماها الذي ابتسم بطريقة مميزة ذكرتها بولده ، لتخفض رأسها بحرج حينما زجرها أبيها بعينيه في حين نطق عمر بأريحية شديدة وصوت سعيد : لا يهم يا حبيبة انتقي ما تريدين ومن الممكن أن نبدل لون الستائر .
تمتمت بخفوت وحرج وهي تتحاشى النظر للجميع من حولها : المعذرة لم ألحظ أن الإجتماع بدأ
‏ابتسم عاصم بتسلية ليهتف بشقاوة : لا يهم يا استاذة الاجتماع يُلغى لأجل الستائر ، اتبع وهو يشاغب عمر متعمدًا - أنا متأكد أن أمر الستائر هام للغاية يا عمر بك ، من الأفضل أن تناقشاه سويًا الآن .
أكمل هاتفًا بجدية هذه المرة محدثًا حسناء : اخبري آسر أن يأتي الآن لينضم إلينا .
أشار لعمر برأسه فنهض واقفًا ليهتف بمرح : هيا يا حبيبة سنتناقش خارجًا .
راقبه عاصم إلى أن انصرف ليكح سليم بخفوت قبل أن يهتف بجدية : نستكمل الاجتماع .
أومأ عاصم برأسه : تفضل يا بك نحن نستمع اليك .
انصرفت معه و وجهها يكاد أن ينفجر من احمراره لتهتف بجزع حينما دلفا إلى مكتب عمر : أنا آسفة لم التقط بدء الاجتماع ، لقد استغرقت في رؤية المعروضات وتحدثت بعفوية حينما جذبتني صورة الغرفة .
لمعت عيناه بوميض مرح : لا عليك .
رفعت نظرها إليه لتسأله بريبة : ما سر سعادتك ؟!
اقترب منها ببطء ليغمغم حينما احتضن ساعديها بكفيه ليجذبها إليه يتكأ لحرف مكتبه بجسده ويجلس عليه مقلصًا فارق الطول بينهما : السعادة شعور ضئيل للغاية يا حبيبة ، أنا أشعر الآن بأني ربحت جائزة اليانصيب ، أنت تجاوبت مع فكرة زواجنا لدرجة أنها استولت على انتباهك وتركيزك ، بل انغمست في البحث عن غرفة نومنا في وسط اجتماع هام للعمل.
رمشت عيناها بحرج لتهمهم : لم أقصد ذلك .
غمغم بفرحة حقيقية : وهذا أجمل ، عفويتك رائعة واخبرتني دون حديث أنك أصبحت متجاوبة تمامًا مع الفكرة
نظرت إليه بدهشة لتسأل بحيرة : أي فكرة ؟!
أجاب سريعًا : فكرة زواجنا ، منذ حديثنا الماضي وأنا عاهدت نفسي أن لا اضغط عليك إلى أن اشعر بأنك متقبلة فكرة زواجنا تمامًا يا حبيبة وأنك لا تفعلين أي شيء لإرضائي فقط ، بل لأنك أيضًا متحمسة لإتمام الزفاف مثلي وأكثر ،
سحب نفسًا عميقًا وهو يقربها منه أكثر يحتضن وجهها بكفيه في حنو يمسد خديها بإبهاميه : الآن فقط شعرت بحماسك .. تجاوبك .. موافقتك .
ألقى آخر حديثه يهمس خافت ليميل ببطء مغمغمًا أمام شفتيها : لا ترفضي .
لم تدرك ما يتحدث عنه إلا حينما التقط شفتيها في قبلة لم ترفضها بل استجابت إليها بخجل و عدم فهم أججا شوقه لها اكثر ليتعمق بقبلته إلى أن تهدجت انفاسهما فتوقف وتأملها بوله ، قلبه يدق بعنف ليهمس أمام شفتيها المنفرجتين بلهاث و دعوة عفوية لمزيد من القبل يتوق إليها ليهمس بخفوت شديد من بين أنفاسها : أنا أحبك .. أحبك يا حبيبتي ، أحبك وأريد أن نتمم الزفاف بأسرع وقت ممكن فأنا لم أعد أقوى على الصبر .
قبلات كثيرة خاطفة دلل بها ثغرها فلم يشأ أن يشعرها بالضغط عليها ولم يقو على الابتعاد الفوري عنها ليتوقف تمامًا حينما همست باسمه وهي تتمسك في ساعديه بتشنج رافض ألم بها سحب نفسًا عميقًا وهو يراقب توردها .. نظراتها المشتتة بعيدًا عنه وصوتها المختنق خجلاً لتهمهم بثرثرة لا معنى لها سوى إخفاء حرجها منه : الستائر الصفراء ازعجتني حقًا .
ومضت عيناه بتفهم وضحك رغمًا عنه : أفكر في تركيبها لأجل الذكرى فقط .
تمتمت بخجل : أية ذكرى .
همس بصوت أجش : ذكرى قبلتنا الأولى .
غمغمت باسمه في عتاب وهي تدفن وجهها بصدره ليضمها إليه بقوة قبل أن يبعدها قليلاً يحاول أن يجبرها ان تنظر نحوه ليهمس إليها بخفوت : أخبريني هل شعرت بمقدار الروعة التي شعرت بها ، أم لازلت متمسكة بوجهة نظرك ؟!
تمتمت وهي تهز رأسها رافضة النظر إليه : عمر أرجوك .
ضحك بخفة ليضمها ثانيةً إليه مقبلا قمة رأسها قبل أن يتحرك نحو الاريكة الجانبية يجذبها من كفها خلفه ليجبرها أن تجلس مجاورة له ، ويحدثها بهدوء جاد : أنا أرى أن نحدد موعد الزفاف يا حبيبة.
ارتبكت وهي تجفل فتبتعد عنه تلقائيا ليردد بهدوء ونبرة واثقة : لا داع للإجفال يا حبيبة ، فأحد الاشياء التي تهابينها أنا اكدت لك أنها ليست مخيفة ، وقبلتنا تؤكد لك أنني صادق في بقية الحديث، كز على شفتيه بشقاوة - أم تريدين تجربة كاملة لتتأكدي من صدق كلامي .
شهقت بقوة لتعبس بغضب حقيقي في وجه : عمر لا تتواقح من فضلك .
ابتسم وسحب نفسًا عميقًا ليقترب منها يجبرها أن تنظر إليه : حسنا سأصمت ولكن أرأفِ بحالي قليلاً فأنا كدت أن انحرف من تحت رأسك .
ضحكت رغمًا عنها وهي تتذكر بأنه ليس المرة الأولى التي يتحدث معها عن أمر انحرافه الذي لا تفهمه جيدًا ولكنها آثرت الصمت حتى لا تسأله فيبدأ بتلك الدروس التي يؤكد عليها أنها مفيدة لكليهما .
همهمت وهي تنظر إليه بابتسامة سعيدة لمعت على ثغرها : ماذا تريد يا عمر ؟!
‏اتسعت ابتسامته وهتف بحماس : هيا لننتقي موعد الشهر القادم .
هتفت بجزع : إنه قريب للغاية.
رمقها بطرف عينه : خطبنا منذ ما يقارب النصف عام يا بيبة ، توترت ففركت كفيها ليتبع مهادنًا : فقط أخبريني عن موعدك لأحدد عليه موعد الزفاف .
رمشت بعينيها وحاولت أن تتوصل إلام يسأل لتنظر إليه بعدم فهم : أي موعد ؟!
سحب نفسًا عميقًا قبل أن يهمس بخفوت وهو يراقب ملامحها : موعد هذه الأيام .
عبست بتعجب لتسأله ببراءة : أية أيام ؟!
لوى ثغره ليهمهم : أيامك العصيبة يا حبيبة ، اتسعت عيناها بصدمة فأتبع غير مكترثًا بصدمتها - من المؤكد أنك تعرفينها أريد أن أعلم متى ستبدأ متي ستنتهي موعدها الدوري هكذا.
اعتلت الصدمة ملامحها لتغمغم بعفوية : أنت وقح يا عمر ، أتبعت برفض - لن أخبرك بالطبع
همت بالابتعاد عنه ليتمسك بها ويهتف بجدية : أنا زوجك ، أريد أن أعلم لنحدد موعد الزفاف ، نظرت له برفض غشى حدقتيها ليكمل بثبات - سنتزوج يا حبيبة ، وأنا أريده زواجًا مفعلاً منذ الليلة الأولى ، انتظرتك طويلاً ومن بعد ليلة الزفاف لن استطع الانتظار فلنرتب موعدًا يهديني ليلة زفاف خيالية كما أحلم وأتمنى ، لا تضيعي علي فرحة اقتراني بك .
شعرت بحلقها يغلق وهي تستوعب كلماته .. حديثه الأجش .. وحدقتيه اللتين فاضتا بمشاعره ورغبته فهمهمت : لا أستطيع إخبارك . .
رد بعفوية : سيحدث ما هو أكثر من اخباري فلتعتادي يا حبيبة ، توقفي عن كل ما يأسرك بعيدًا عني ، كوني معي .
هزت رأسها بحركة غير مفهومة ليجذبها من كفها يقربها من صدره أكثر يحيط كتفيها بذراعه ويشرح إليها : ألم تقرأ الكتاب الذي ابتعته لأجلك ، ألم تدركي كل شيء ؟!
تضرجتا وجنتاها بحمرة قانية وهزت رأسها إيجابًا فأكمل بمهادنة : حسنا هيا أخبريني عن الموعد حتى نحدد موعد الزفاف .
تلكأت فهمس بمشاغبة : سأسأل والدتك إذ لم تجاوبي ، اتسعت عيناها برفض وعتاب لتجيبه دون وعي لمسه جيدًا فيبتسم بفرحة حقيقية ويهتف : لن انتظر للشهر القادم ، سأحدد الزفاف مع عمي الأسبوع القادم .
شهقت بقوة لتغمغم : إياك أن تفعل يا عمر ، بابا سيرفض ويتشاجر معنا إذا وجد الموعد قريب هكذا ، زفرت بقوة واتبعت وهي تحاول أن تخفي ارتجافها - ثم هناك الكثير من الاشياء لم تُعد بعد .
أجاب بعدم اقتناع وهو يمسد ذراعها البعيد عنه يحاول أن يبثها الامان فتتوقف عن الارتجاف: الشقة جاهزة كانت تنقصنا غرفة النوم وأنت انتقيتها الآن ، ما الأشياء الناقصة بالله عليك ؟!
تمتمت خفوت : اشياء خاصة بي .
ومضت عيناه بزرقة غنية ليهمهم برجاء مرح : أرجوك أن تزيدي من تلك الاشياء الخاصة فأنا مسكين اتممت الثلاثون عامًا دون أن أرى أية اشياء خاصة .
ضحكت مرغمة لتهمهم بشقاوة ألمت بها : سأفكر أن احن عليك يا مسكين .
مد كفه لها : لله يا محسنين لله .
ضربت كفه براحتها بعفوية لتجيبه مدندنه بدلال : اسرح ... روح .
اندهش لوهلة قبل أن يلتقط تلك الاغنية التي اسمعتها إليه - من قبل - حينما شاغبها بأمر أنه مسكين يريدها أن تحن عليه فيضحك بقوة ليمد كفه ثانيةً ويهمس بشقاوة : لله يا حبيبة .
نظرت إليه دون فهم وهي تضع كفها براحته فيطبق عليه بأصابعه ليجذبها إليه بلطف هامسًا بشغف : لنجعلها ذكرى مميزة بالستائر الصفراء .
لم تفقه ما يريد إلى أن التقط شفتيها في قبلة أخرى أضاعت إدراكها وبعثرتها داخل عالمه.

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن