الفصل ال٢٥

1.9K 65 7
                                    


تشعر بالتوتر يخيم عليها وهي تنظر لعمق عيني ليلى التي تنظر لها بتفحص في صمت شديد خيم عليهما منذ أن غادرت يمنى تنفيذًا لأوامر والدتها ، تحاول أن تبتسم فلا تقوى .. تحاول الثبات فلا تقدر .. تحاول الصمود فلا تستطع لتنطق بصوت أبح : هل فعلت ما ضايقك يا خالتي؟!


تنهدت ليلى بقوة لترمقها من بين رموشها قبل أن تنطق بهدوء : ماذا تظنين ؟!


ازدردت لعابها ببطء وهي تشعر بجفاف شديد يجرح حلقها لتهمهم بخفوت : لا أعتقد أني فعلت ما يغضبك يا خالتي .


زمت ليلى شفتيها قليلًا قبل أن تسألها بوضوح : لماذا لم تخبريني يا جنى ؟!


رفت جنى بعينيها لتهمهم وهي لا تستطع أن تسيطر على الحرج الذي غمرها : عم يا خالتي ؟!


صمت طفيف داهمهما قبل أن تسأل ليلى بجدية : عما يجمعك بأسعد ؟!


انتفضت جنى بخجل اعتراها قبل أن تهمهم : عفوًا ولكن لا أفهم ما ترمين إليه يا خالتي ، ما الذي يجمعني بأسعد ؟!


أشاحت بعينيها بعيدًا وهي تشعر بالدموع تتجمع بحلقها فتخنقها بقوة وهي تتذكر ماضي كانت تناسته الفترة الماضية لتغمغم بخفوت : أنا وأسعد أصدقاء يا خالتي ، ما الذي سيجمعني به أكثر من صداقة وأخوه نشأت وترعرعت بيننا ؟!


اتسعت عينا ليلى بصدمة لتعبس بضيق انتابها قبل أن تغمغم : ولكن أسعد ..


تنفست جنى بعمق لتبتسم برقة : ما باله أسعد يا خالتي ؟! حفظه الله و رعاه و أعاده إلينا سالمًا ، اتبعت وهي تنظر إلى ليلى بصلابة - هل أخبرك بشيء مخالف لما اقوله لك الآن ؟!


رفعت ليلى حاجبها باستنكار لتهتف بضيق : نعم أخبرني أنه .. صمتت ليلى لتعض شفتها بغيرة انتابتها ولكنها سيطرت عليها بصلابة لتتبع بجدية وهي تتذكر ما أخبرها به ولدها في وقت سابق - أخبرني أنه يريد الزواج منك .


ومضة من الفرح احتلت حدقتيها سرعان ما انطفأت وهي تنظر لملامح ليلى الغاضبة فتسألها بهدوء : وأنت ماذا كانت إجابتك يا خالتي ؟!


تصلبت ليلى قبل أن تجيب بثبات وهي تنظر لعمق عيني جنى : رغبات أسعد أوامر يا جنى هل نسيت ؟!


مزيج من مشاعر متضاربة احتلت قلبها لتسأل بصوت محشرج : إذًا أنت موافقة يا خالتي ؟!


مطت ليلى شفتيها لتجيب بعفوية : لا يهم ما أريده أنا يا ابنتي ، الهام ما يريده أسعد وأسعد يريدك


صمت ثقيل خيم عليهما وكل مشاعرها المتضاربة بداخل روحها اندثرت .. تبخرت .. وتطايرت في فضاء واسع ليحل مكانها إحساس بسراب احاط قلبها فحنطه وخواء افقدها روحها لتتمتم ببطء وهي تنهض واقفة : ولكن من الهام لدي موافقتك يا خالتي ، اعذريني سأنصرف لاستعد للرحيل مع سعادة المستشار ودكتور عادل . أومأت برأسها في حركة راقية لتكمل ببرود - بعد إذنك .

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن