تسير بخطوات رائقة متجهة لغرفة الأطباء بعد أن أنهت مرورها الصباحي اليومي على مرضاها ، فتستريح قليلا قبل أن تتجه لغرفة العمليات فلديها عملية روتينية كالعادة ، تنهدت بقوة لتعبس بضيق وهي تلتقط اقترابه منها ، حاولت الهروب حتى لا تتحدث معه ولكنها لم تستطع وخاصة حينما لمحها فاتسعت ابتسامته وأشار إليها ملوحًا وهو يهتف باسمها في فرحة طفولية أثارت ضيقها وحرجها ، نظرت من حولها لترى كم فرد شهد على ما يفعله الغبي الذي وقف أمامها يهتف بمرح : مرحبا يا دكتورة ، كيف حالك ؟!
حاولت أن تغتصب ابتسامتها فتضحك بوجهه ولو على سبيل المجاملة فتتشنج ملامحها وهي تتمتم : بخير الحمد لله .
هتف بإلحاح صدح مليا في صوته : ما رأيك أن أدعوك على ما تختارينه من مقصف المشفى ؟
كحت بحرج : لا شكرا لك يا دكتور .
هتف بتساؤل : ألم تنهي مرورك على المرضى ؟
أومأت برأسها إيجابا فتابع بإصرار : إذًا تعال لنتناول شيئا خفيفا سويا .
همت بالرفض قبل أن يصدح صوتا من خلفها يهتف بتكاسل وهو يجاورها وقوفا : الدكتورة ستتناول فطورها معي ، فهي أعطتني كلمتها منذ البارحة ، التفت ينظر إليها من بين رموشها - هل نسيتني يا دكتورة أم ماذا ؟
توردت رغم عنها لتهمهم : لا بالطبع يا دكتور عادل وهل أستطع ؟
رفع عينيه إلى من تجهم وجهه ليبتسم بمكر ويهتف : تستطع أن ترافقنا إذا أحببت يا دكتور باهر .
رمقه الآخر بنظرة ناقمة وهمهم : لا شكرا لك ، لقد فقدت شهيتي .
افتر ثغر عادل عن بسمة تسلية لمعت بعينيه وهو يستدير إليها يهتف بمرح : لا داع للشكر يا جانو ، فأنا منقذك دائما .
ابتسمت رغم عنها لتهز رأسها بلا أمل وهي تتمتم : لن أتخلص منك اليوم أليس كذلك ؟!
ضحك بمرح ليجيبها : للأبد يا جانو ، سأجلس فوق قلبك للأبد .
ضحكت رغم عنها لتتحاشى سؤاله عن الأخر الذي يؤرق تفكيرها حتى أنها لم تنم دقيقة واحدة الليلة الماضية بسببه ، بسبب تشنجه البارحة .. غضبه .. ضيقه ، انفعاله الذى تكتمه داخله ولكنها شعرت به رغما عنه ، رغم إخفاءه .. رغم صمته .. رغم سكوته .. رغم نفيه حينما سألته عم به ، رغم كل القيود والأسوار الذي عاد رفعها بينهما من جديد هي شعرت به .. أحست .. تلمست غضبه .
وقضت ليلتها كلها تفكر في السبب وراء كل ما أحست ، ولكن عقلها لم يصل إلى شيء سوى خبر عودة أبن عمها الغائب ، والذي يفرح أسعد لا يغضبه ، إلا إذا غضب بأن عمار لم يخبره كما لم يفعل معها ، ولكن عقلها لم يركن إلى الاحتمال الأخير فأسعد ليس بعقل صغير ليغضب أو ينفعل لسبب كهذا فتظل تفكر فيم يغضبه من عمار للدرجة التي كره معها عودته !!
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...
