الفصل ال٢٦

2.5K 72 6
                                    


تحرك للخارج بعد أن أنهى فحص ابن خالته واطمئن أنه استقر بفراشه في غرفة خُصصت لمكوثه في القصر هذه الأيام ، غرفة تقع بداخل جناح خاص بعائلة وليد كما فهم هو من ثرثرة عمار ، فسيادة الوزير رغم أنه يسكن القصر إلا أنه ظل محافظًا على وجود أجنحة إخوته التي أنشأتها والدته في حياتها هي و أبيه ، بل إنه لم يحرك ساكنًا ولم يلغ جناح والديه الخالِ بعد رحيلهما عن حياته ، ابتسم عادل بإعجاب يزداد معه كلما تعامل عن قرب مع هذا الشخص المهيب .. الوزير العظيم .. كبير آل الجمال الذي يحافظ على أواصر عائلته شديدة .. مترابطة .. مجدولة ببعضها ، خطى نحو سيارته وتفكير غريب بزغ فجأة بعقله إن كانت هناك ابنة ثالثة لهذا الرجل بعد نوران لكان تَقرب منها بغرض الزواج ، فعائلة الجمال عائلة ذات أصول عريقة يتهافت الجميع على الارتباط بهم وشد أواصر عائلتهم إليهم . لوى شفتيه بإحباط وهو يبتسم ساخرًا " إن البنتين ذهبتا لآخرين يعشقانهما ويستحقانهما عن جدارة ، والبنت الكبرى للعائلة وطن أخيه وسكنه و منذ صباه وهو يعلم جيدًا مشاعرها نحو أخيه ومشاعر تؤامه لها "


تنهد بقوة ليهمهم هازئًا بجملة فكاهية شهيرة لأحد الممثلين القدامى : وأنت يا منيل متى ستجد من تحبها وتحبك !!


ضحك بخفة وهو يهم بالدخول إلى سيارته ليتوقف على صوت أنثوي يناديه برقة فيدور على عقبيه لينظر إليها بحاجبين مرفوعين يتأملها بصدمة احتلت حواسه ليهتف عقله بغباء " آخر فتيات آل الجمال ."


كح بخفة وهو يهز رأسه بحركة خفيفة وكأنه يسكت عقله عن إرهاصته الغريبة في آخر هذا الليل واليوم الغريب كليًا عن بقية أيامه ليتمتم بلباقة : مساء الخير يا ملك ، كيف حالك ؟!


ابتسمت برقة وعيناها ترتعش بخوف لم تستطع أن تتخلص منه للآن لتسأله بصوت يظهر بحة بكاء سابق : أنا بخير والحمد لله ، اعتذر لأني اوقفتك و أنت مغادر ولكن أردت أن أسأل عن أحوال عاصم ، أردت أن اطمئن منك عنه .


عبس عادل وهو يرمقها بتفكير ليجيب بجدية : إنه بخير والحمد لله ، حالته مستقرة كما قلت من قبل ، واستقر الآن بفراشه واعتقد أنه سيخلد للنوم على الفور بعد أن يتناول دواءه .


تنفست بعمق لتتمتم بهشاشه أثارت حميته : الحمد لله ، ألف حمد وشكر لك يا الله .


ضيق عينيه ليسأل بفضول تملك منه لوهلة : يهمك أمر عاصم أليس كذلك ؟!


اجابت بعفوية : بالطبع يهمني ، إنه أخي الأكبر ، عاصم يعني لي الكثير ، ليس لي فقط بل لنا جميعًا ، لطف الله بنا أن انجاه وأعاده لنا سالمًا معاف .


ابتسم وهو يشعر بروحه تسكن قليلًا ليهمس بخفوت : بإذن الله سيكون بخير لا تقلقي .


ابتسمت برقة لتسأله بلهفة : إذًا سؤال آخر بعد اذنك .

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن