بعد خمسة أيام
صباح ومسا شي ما بينتسى .. تركت الحب وأخذت الأسى
شو بَدي دُور لشو عم بدور على غيرو
في ناس كتير لكن بيصير ما في غيرو
صباح ومسا شي ما بينتسى .. تركت الحب وأخذت الأسى
يجلس أمام طاولة الطعام يرمق شقيقه الهادئ نوعا ما ، يستمع إلى أغنية حزينة من أغاني فيروز ذات التأثير العميق ، والتي تترك أثرا كبيرا على روح عمر كما يرى ويشعر أيضا ، فأخيه ليس على ما يرام منذ أول الأسبوع ، فملامحه تنم عن أمر عالق به يفكر فيه بعمق ويحلله فيلجئ كعادته إلى انطواء دائم وصمت طويل حتى يجد حل لمشكلته ، لقد حاول الحديث معه أكثر من مرة ولكن عمر يراوغ و يتعمد الصمت والابتعاد عنه وكأنه لا يريد أن يقص له عم يحدث معه !!
سحب نفسا عميقا حينما استدار إليه أخيه يضع أمامه قدح القهوة وبعض من الأطباق تحتوي على طعام ليبدأ في تناول طعامه بهدوء وهو يحتسي بعض من القهوة ليهمهم عبد الرحمن بهدوء : هل توقفت عن ضر نفسك باحتساء المزيد من الشاي بلبن ؟
توقف عمر عن مضغ الطعام ليهمهم بلا مبالاة بعد أن ابتلع ما بجوفه : بل لم أنم الليلة الماضية كما ينبغي ففكرت أن احتساء القوة سيساعدني على الاستيقاظ والتركيز .
رمقه عبد الرحمن قليلا بتساؤل تجاهله عمر وهو يسأله بهدوء وبإنجليزيه تغلبت على عربيته : هل تريد أن أقطع إليك الخبز أو البيض أو أساعدك في تناول طعامك ؟
ابتسم عبد الرحمن ليحرك كفه الأيسر متناولا طعامه بهدوء ويجيب بإنجليزية سليمة : بل أنا بخير تماما .
زم عمر شفتيه وابتلع بعضا من القهوة وملامحه تشي بالانزعاج ليسحب عبد الرحمن الكوب من كفه هامسا : اصنع لنفسك قدح من الشاي بلبن وادر أغنية حماسية لفيروز غن معها ثم إذهب وتحدث معها يا عمر ، لا تكابر .
رمش عمر بعينيه ليهمس بعد وقت قصير مبدلا مجرى الحديث : هل لازال أبي يخاصمك ؟
رجف جفني عبد الرحمن ليهمهم بصوت خشن : أنا امنحه كل الوقت الذي يريد معاقبتي به فأنا أستحق عقابه .
تنهد عمر بقوة واقر بحديث واقعي اكثر من تساؤل : أمي أيضا غاضبة منك ولا تتحدث معك .
أومأ عبد الرحمن براسه : ألا ترى أننا نجلس بمفردنا يا عمر ، إنهما مستيقظان ولكنهما يمعنان في عقابي فلا يأتيان لتناول الفطور معنا حتى اتفهم رسالتهما جيدا همهم عمر إليه : الموقف كان صعبا يا عبد الرحمن لا تنكر هذا ، أنت أتيت بكتف مخلوع ورأس مشجوج وملابس مقطعة ، ملامحك شاحبة والفزع يطل من عينيك وكأنك طفل صغير شرد عن عائلته .
![](https://img.wattpad.com/cover/312427769-288-k227902.jpg)
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...