بعد مرور اسبوعين
يقف بجوار أبيه يعقد ساعديه أمام صدره يراقب السيارة ذات الدفع الرباعي التي تبتعد أمام ناظريه ، يعبس بتفكير اعتلى ملامحه فيناظره أبيه بتعجب : ما بالك يا ولد ؟! تعبس هكذا وكأنك تحلل معضلة ما صعبة التفسير !!
رفع نظره إلى أبيه يناظره مليا قبل أن يجيب بجدية : إنها معضلة بالفعل يا أبي وأنا لا افهمها ، كيف توافق على سفر جنى مع أسعد ، ولماذا ؟!
ابتسم أحمد بمكر وهو يسبل جفنيه ليهتف بجدية : وما المعضلة فيها ، لقد دعتها حماة صديق أسعد الذي أنقذت حياته لتناول الغذاء وقضاء اليوم في الإسكندرية وحينما أخبرني أسعد بالأمر وتحدثت مع شقيقتك وجدتها تميل للذهاب فوافقت ، فهي ليست بالصغيرة وتسافر دوما مع القوافل الطبية إلى أنحاء الجمهورية بأكملها .
تمتم مازن بنزق : نعم تسافر ولكن ليس مع أسعد .
عبس أحمد بتفكير ليبتسم بمشاكسة : هل تغار على شقيقتك يا مازن ؟!
نفخ مازن بقوة : لا يا بابا ولكن .. صمت ليتابع بحديث متزن - لا يوجد رابط بيننا وبين أسعد ، فهو لا يقرب لنا ، لا يقع من أبناء عمومتنا وقرابته لعاصم لا تمنحه حق اصطحاب أختي للسفر .
لمع الفخر بعيني أحمد ليربت على كتف إبنه : أنا فخور بك يا مازن ، فأنت ستكون نعم الدعم والسند لأختك حينما أفارقكما .
هتف مازن سريعا : بعد الشر عنك يا بابا .
ابتسم أحمد ودفعه للسير معه ليدلفا سوياً إلى البيت فيحدثه بهدوء : أنا أتفهم اعتراضك و اوافقك فيه ، وعلى الرغم من كونك محق في أن أسعد لا يُعد قريب لنا ولكنه كشخص مؤتمن وأنا اثق به ، بل وبعائلته كاملة ، شقيقتك تربت ببيتهم وخالتك ليلى احتضنتها الفترة التي قضتها بعد وفاة والدتك ، بل هي من ساعدتها على تخطي أزمة وفاة والدتكما بالتعاون مع عمتك التي ربتك فعليا ، فلا تخف على شقيقتك وهي معه سيفديها بحياته إذا تطلب الأمر .
مط مازن شفتيه لتعتلي عينيه نظرة حيرة ، يتطلع إلى أبيه يحاول أن يسبر اغواره ليهمس بجدية : لست خائفا من أسعد يا بابا ، بالعكس أنا أثق به ثقة تامة ، ولكن ..
صمت قليلا ليتابع بجدية : شعرت اليوم وهو يصحب جنى معه يصافحك ويودعنا ، أنه يأخذ ما هو ملكه ، لقد تصرف بأريحيه كأنه زوج اختي .
ابتسم أحمد واسبل اهدابه لتتسع عينا مازن بإدراك فوري ليهتف بحدة : هل فاتحك في أمر كهذا يا بابا ولم تخبرني ؟!
ضحك أحمد بخفة : أمر ماذا يا ولد ، هل استنتجت شيء وصدقته ؟!
رفع مازن حاجبه ليهتف بنبرة مميزة : دكتور أحمد يا جمّال ، أخبرني هل ما شعرته وادركته صحيح أم .. ؟!
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romansaيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...