الفصل ال١١

2.7K 76 9
                                    

بعد مرور اسبوعين


يقف بجوار أبيه يعقد ساعديه أمام صدره يراقب السيارة ذات الدفع الرباعي التي تبتعد أمام ناظريه ، يعبس بتفكير اعتلى ملامحه فيناظره أبيه بتعجب : ما بالك يا ولد ؟! تعبس هكذا وكأنك تحلل معضلة ما صعبة التفسير !!


رفع نظره إلى أبيه يناظره مليا قبل أن يجيب بجدية : إنها معضلة بالفعل يا أبي وأنا لا افهمها ، كيف توافق على سفر جنى مع أسعد ، ولماذا ؟!


ابتسم أحمد بمكر وهو يسبل جفنيه ليهتف بجدية : وما المعضلة فيها ، لقد دعتها حماة صديق أسعد الذي أنقذت حياته لتناول الغذاء وقضاء اليوم في الإسكندرية وحينما أخبرني أسعد بالأمر وتحدثت مع شقيقتك وجدتها تميل للذهاب فوافقت ، فهي ليست بالصغيرة وتسافر دوما مع القوافل الطبية إلى أنحاء الجمهورية بأكملها .


تمتم مازن بنزق : نعم تسافر ولكن ليس مع أسعد .


عبس أحمد بتفكير ليبتسم بمشاكسة : هل تغار على شقيقتك يا مازن ؟!


نفخ مازن بقوة : لا يا بابا ولكن .. صمت ليتابع بحديث متزن - لا يوجد رابط بيننا وبين أسعد ، فهو لا يقرب لنا ، لا يقع من أبناء عمومتنا وقرابته لعاصم لا تمنحه حق اصطحاب أختي للسفر .


لمع الفخر بعيني أحمد ليربت على كتف إبنه : أنا فخور بك يا مازن ، فأنت ستكون نعم الدعم والسند لأختك حينما أفارقكما .


هتف مازن سريعا : بعد الشر عنك يا بابا .


ابتسم أحمد ودفعه للسير معه ليدلفا سوياً إلى البيت فيحدثه بهدوء : أنا أتفهم اعتراضك و اوافقك فيه ، وعلى الرغم من كونك محق في أن أسعد لا يُعد قريب لنا ولكنه كشخص مؤتمن وأنا اثق به ، بل وبعائلته كاملة ، شقيقتك تربت ببيتهم وخالتك ليلى احتضنتها الفترة التي قضتها بعد وفاة والدتك ، بل هي من ساعدتها على تخطي أزمة وفاة والدتكما بالتعاون مع عمتك التي ربتك فعليا ، فلا تخف على شقيقتك وهي معه سيفديها بحياته إذا تطلب الأمر .


مط مازن شفتيه لتعتلي عينيه نظرة حيرة ، يتطلع إلى أبيه يحاول أن يسبر اغواره ليهمس بجدية : لست خائفا من أسعد يا بابا ، بالعكس أنا أثق به ثقة تامة ، ولكن ..


صمت قليلا ليتابع بجدية : شعرت اليوم وهو يصحب جنى معه يصافحك ويودعنا ، أنه يأخذ ما هو ملكه ، لقد تصرف بأريحيه كأنه زوج اختي .


ابتسم أحمد واسبل اهدابه لتتسع عينا مازن بإدراك فوري ليهتف بحدة : هل فاتحك في أمر كهذا يا بابا ولم تخبرني ؟!


ضحك أحمد بخفة : أمر ماذا يا ولد ، هل استنتجت شيء وصدقته ؟!


رفع مازن حاجبه ليهتف بنبرة مميزة : دكتور أحمد يا جمّال ، أخبرني هل ما شعرته وادركته صحيح أم .. ؟!

رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن