رفت بعينيها تستيقظ من غفوتها على أزيز هاتفها المتكرر ، عدلت من وضع جلوسها لتجيب دون النظر بصوت أبح : مرحبا .
ومضت عيناه ليخفي ابتسامته قبل أن يهتف بلهجة عملية تعمدها : المعذرة هل ايقظتك ؟
اعتدلت بسرعة لتهمس بخفة : لا لا أنا مستيقظة ، كيف حالك ؟
تمتم : بخير الحمد لله ، كيف حالك متى وصلتم البارحة ؟
أجابته وهي تعدل من وضع خصلات شعرها : لم أسافر البارحة فأنا لم ألحق بأحمد وأميرة ولكن سافرت اليوم برفقة عمار وعاصم .
صمت قليلا ليسأل بخفوت : واستغرقت في النوم بالطريق ، اتبع متهكما - ظننت أنك لا تخلدي إلى النوم في السفر .
توردا وجنتيها لتهمهم وهي تقترب من النافذة قاصدة ألا يستمع إليها ابني عمها : نمت رغم عني فأنا لم أنم طوال الليل ، رفع حاجبه بتعجب فأكملت - تحدثت إلى بابا الليلة الماضية .
تحشرج صوتها لتتابع : واعتذرت منه وسامحني وأنا وعدته أن أحاول تقبل الفكرة و..
سحبت نفسا عميقا لتكمل بصوت مختنق : وأتعرف على زوجته الجديدة .
ابتسم بتفهم : هذا جيد ، صمت ليتابع باستهزاء - إذًا ينقصك الموافقة على باهر وتكونين عملت بنصائحي كاملة .
اختنق حلقها وعم الصمت عليهما قليلا قبل أن تغمغم بجدية : ولكن إذا عملت بنصائحك كلها وفعلت ما تريد ، لن يكون هناك باهر من الأساس .
عبس قليلا ولكن سرعان ما لمعت عيناه بوميض فهم كتمه بداخله : لماذا أين سيذهب ؟
ردت بطبيعية : لن يذهب لأي مكان ولكنه لن يجرؤ على الاقتراب مني ، فحينها سأكون فتاة مرتبطة بأخر .
تشكل ثغره بابتسامة ماكرة : حقا ؟! هز رأسه ليتبع - هذا أمر جيد ، اتمنى أن تعرفينني عليه .
زمجرت اسمه بغضب فابتسم بخبث قبل أن يهتف : حسنا جيد أنك سافرت مع أبناء عمومتك ، تصلون بالسلامة إن شاء الله ، وأراك على خير .
تمتمت بلهفة لم تقو على السيطرة عليها : ستأتي في الغد ؟
أجاب : بل بعد غد إن شاء الله .
تمتمت : تأتي سالما بإذن الله .
__ سلمك الله ، الى اللقاء يا جانو .
أجابت : إلى اللقاء .
أغلقت هاتفها لتشيح بنظرها إلى خارج النافذة لا تأبه لنظرات وتساؤلات ابني عمها ، فعمار ينظر إليها من خلال المرآة وعاصم استدار إليها نصف استمارة ليتفحصها من فوق كتفه فلم تنظر إليه بل تنهدت بقوة وعادت برأسها للخلف تستند للمقعد من خلفها وتغمض عينيها من جديد تبحث عن غفوة تبتلع ادراكها حتى تصل إلى وجهتهم الذاهبون لها
أنت تقرأ
رواية حبيبتي.. الجزء الثالث من سلسلة حكايا القلوب
Romanceيلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغم...