٥- هَل أعرِفُكَ حقًا؟

1.5K 102 87
                                    

إن قلبي لمشتاقٌ طواقْ!
فقد زادَ بيننا الفراقْ

لكنَّ الحزن فيَّ ما استَفَاقْ
فكلمَ ابتسمتَ النومُ له راقْ
-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.

"مهاب، هي استيقظ ستتأخرُ هكذا"

تردد الصوت في أذنيه لتُلبِّي عينيه رغبةَ استيقاظه. تفتحَت ستائرُ عينيّه ليتسربَ ضوءُ الشمسِ الدافئ إليه. إنهُ يغلي بالفعل، لا داعي لهذا الدفء، لكنَّ ضياءَ أشبعةِ الشمسِ هو ما آنَسه.

تلفتٍ حوله محاولًا الاستيعاب. تبسمَ حين رأى أخوه الأكبر في محاولاتٍ يائسة ينادي على مهاب ليستَيقظ.

"مهاب استيقظ حالا وإلا ستوقِظُ نور"

ردَّ مهاب ولا زالت أعينهُ مغمضة: "صوتُكَ هو ما سَيوقِظه، ما علاقتي أنا؟"

"وَمن برأيكَ أوحاولُ إيقاظه؟ جثةٌ مستيقظة؟"

قبلَ أن يردَّ مهاب على إهانة أخيه علا صوتُ قهقهةٍ سعيدة.

"أرأيت؟ أيقظته" نطقَ مهاب ما نطق ليتلقى عيونَ التأنيبِ مِن أخيهِ الأكبر الذي اتجه نحوَ صغيرهما ليطمئنَّ عليه سائلًا: "نور آسفٌ لإيقاظك صغيري، هل تشعرُ بتحسن؟"

أومأ نور والابتسامة ما زالت على محياهُ مجيبًا: "نعم أخي، صباحُ الخير لكما!" البهجةُ ملأت صوته.

أُجبِرَ مجد على الابتسامِ ليرد على أخي: "صباحُ خيرٍ لكَ نوري"

اقتربَ نحوَ أخيه ليبعدَ خُصلاتهِ عن جبينه ولكنه ما أن وضعَ ظاهرَ يدهِ حتى سحبها إليه قائلًا: "يا إلاهي نور حرارتكَ لا زالت مرتفعة!"

"لكنها أفضلُ من البارحة"

تنهد مجد مجيبًا: "معك حق لكن لا مدرسةَ لليوم بإمكانكَ العودةُ للنوم"

عبس نور بإنزعاج ليتحدثَ مجد: "لا تقُل لي أنكَ ظننتَ أني سأدعُكَ تذهبُ للمدرسةِ هكذا؟"

نفى نور رأسهُ مجيبًا أخاه: "كلا علِمتُ أنَّكَ لن تسمحَ مِن أجلِ صحتي أنا حزينةٌ قليلًا لأنني لن أستطيعَ الذهاب للمدرسة اليوم"

هنا نطق مهاب: "طالبٌ عجيب!"

التفت مجد إليه متخصرًا ليردفذ: "إنه طالبٌ نجيب على عكسِ أحدهم! وبما أنكَ استيقظت انهض فورًا!"

"يا إلاهي، كلا أكملا كلامكما رَجاءً، سأضحِّي بوقتي المدرسي لأجلكما"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن