٤٣- الوَقتُ الذِي نَملِك

667 64 72
                                    

كلُّ ما مَلَكت
لكِ قدَّمت

وأخيرًا تقدَّمت
ولكِ تقدَّمت

اعذريني إن تأخَّرت
لكنِّي الآن اختَرت

أمري حسَمت
وقرَاري اتَّخَذت

السرَّ أظهَرت
أنتِ من أرَدت
-مجد

.
.
.
.
.

"ما الذي يعنيه هذا مها؟!"
سأل جلال صارخًا في سماعةِ هاتفه.

أجابت أخته تعيدُ توضيح الأمرِ له: "الأمر ليس خطيرًا بالدرجةِ التي تتخيلها! لقد سقطت لميس عند عتبات الدرج الأخيرة فاتصلتُ على الإسعاف لنقلها للمشفى احتياطًا للتأكد من سلامتها وسلامةِ الجنين!"

نازلًا عتبات درج منزل الإخوة سأل جلال مستعدًا للمغادرة: "أين؟ أين نقلت؟ لأي مشفى؟! كيف حدث هذا فجأة!؟"

دون لحظةِ تأخير أجابت مها: "مشفى المدينة، نقلتها سيارةُ الإسعاف. لا تقلق لم-"

قطعها يعلن نيته قبل إغلاق الهاتف: "أنا ذاهبٌ إليها من فوري!"

وفعلًا بعد إغلاق الخط اتجه إلى باب المنزل. قبل أن يغادر استوقفه مجد قائلًا يرمي له معطفه ومفتاح سيارته: "ستتجمد قبل أن تصل سيرًا إلى المشفى"

التقطَ ما رميَّ إليه ليقول دون إبطاء وتيرة تحركه: "عليَّ الإسراع!"

مدركًا مدى توتر الموقف قال مجد مطَمئنا: "خفف من تخيلاتك السوداوية، إن كان قدرك أن تصبح أبًا لطفلين فلن يغير شيءٌ ذلك"

زفر جلال مستعيدًا بعض رزانته ليوجه عيونه الجادة نحو مجد الذي أجابه حتى قبل أن يسأل: "سأعتني بالأمر هنا، ابقى مع خالتي، سأتولى توصيلنا إلى منزلك"

"افعل رجاءً، ابقوا آمنين، أراك في المنزل، وداعًا!"
ولم يضع ثانيةً أخرى.

ما إن أغلق الباب حتى نزل نور من الأعلى متسائلًا: "ما الخطبُ أخي مجد؟"

ردَّ مهونًا على الصغير الذي ذاق الخوف أكثرَ من اللازم: "لا داعي للهلع، العم جلال ذهب للإطمئنان على الخالةِ لميس بعد أن تعثرت على الدرج"

"أرجو أن تكونَ بخير، لا أريدها أن تتأذى"

أومأ مجد معيدًا اصطحاب أخيه للأعلى متحدثا: "سأنتظرُ رسالة الطمأنةِ من العم جلال، لننهي حزم الأمتعة لنذهب إلى منزل العائلة"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن