طلبتُ من الماضي برفقٍ أن يغفو
طلبتُ منه على استحياءٍ أن يعفو
سألته لما استيقظتَ ما لك تُردفُ؟
أكسري وجرحي وآلامي لكَ هدفُ؟
فأجابني لعله يداوي النُّدبَ أو يسعفُ
إني قد مضيتُ وغِبتُ وإني مُتعاطِفُ
استعففت بِسُباتٍ دائمٍ عني لا ينكشفُ
ومَن أنهى قيلولته...ما هوَّ إلا طيفُ!-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.
.حين عاد الإخوةُ من نزهتهما الإخوية، كان الليل قد أغشى السماء وألبسها ثوبًا من الظلام لم يضئ منه سوى ضوء القمر.
حينَ ترجلا من السيارة تفقد مجد جيوبه رغبةَ العثور على المفتاح. أوقفه مهاب عن ذلك قائلًا يشير بإبهامه إلى الباب خلفه: "إنهُ مفتوح"
"أوه، غريب، أسامة عاد إذًا"
تدفقا إلى المنزل. بعد خلع الأحذية وتعليق المعطف (مهاب لا يرتدي واحدًا) وإنزال المشتريات، بدآ بتفقد المنزل.
كان مجد يتفقد المطبخ أولًا. قال يدقق في كلِّ شيء كما المحقق: "لا يبدو أنَّ طعام الغداء قد مُس. ليس هناك أيُّ أطباقٍ تحتاجُ للغسيل. لم يتحرك شيءٌ من المطبخ عدى ابريق غلي الماء"
كما يفعل، كان مهاب يتفقد غرفةَ الجلوس متمتمًا: "لا بعثرةَ واضحة، الأرائك لم تتزحزج من مكانها، قابس التلفاز بارد، لا آثار لتضيع الوقت في غرفة الجلوس"
تبادلا النظرات سريعًا ليقول مجد في حين عزما الصعود: "هو في الأعلى إذًا!"
ارتقيَّا إلى الطابق الثاني أملًا في إيجاد الأسد هناك.
قال مجد يشيرُ لمهاب: "سأبحث في غرفتي، ابحث في غرفتكما جيدًا وتأكد من تفقد دورة المياه"
وبذلك انفصلا بحثًا عن الفتى الذي لم يَظهر دليلٌ على وجوده بعد.
بعثر مهاب كلَّ الغرفة، السرائر، الخزائن ودورة المياه، دون أن يجد أثرًا لصاحبه. قال يحادث أخاه من غرفته: "هل أنتَ متأكدٌ أنهُ عاد إلى المنزل؟"
أجابه مجد من غرفته: "أخبرني بأنه سيذهب إلى بيته لإحضار شيءٍ والعودةِ إلى هنا!"
"هو ليسَ هنا إذًا!"
قال مهاب ليترك ما يفعل ويتجه نحو الدرج. نادى بصوتٍ عالٍ من منتصف المنزل: "أيها البائس! إن كنت هنا فأبعد سماعاتك عن أذنك وأجبني!"
لم يتحرك أيُّ شيءٍ في المنزل للحظات.
بعد أن تأكدا من غيابه، قال مجد ظاهرًا من غرفته فاركًا أذنه: "إن لم يسمع صياحكَ هذا فهو ليسَ هنا أبدًا!"
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Novela Juvenilكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...