٢٠- طالما هُم بِخير

918 67 38
                                    

قلبي لن يَسكن ولن يرتاح
حتى أرى تعابِيرك بالبسمةِ تُشتَاح
انزِع الألم من قلبِكَ وأرسله مع الرياح
لتهب وتعصف لعلَّ الهمَّ عنك يُزاح
لا تُكابِر أمامي فلستُ أحبُّ المزاح
صارحني، فالآمانُ بالصدقِ متاح
-مجد

.
.
.
.
.

━ *:.。. ━✦قبلَ قدوم العم جلال✦━ .。.:* ━

بعدَ أن آنسهُ الصغيرين بحديثهما الذي بدت فيهِ جديةٌ محببةٌ إلى قلبه، غادر الصغيران وقد اتضحت لهما خطوتهم القادمة. كما لو أن مجد أبعدَ من أمامها ستارةً قد طال انسدالها.

اطمأنَّ على ابن السيدة وطمأنها.

متجهًا إلى غرفتِه لاحظ أن أحد أطبياءِ الطوارئ قد أنهى عمله لليوم ليبتاع له مجد كوبًا من القهوةِ الساخنة ليشكرهُ قبل عودته إلى منزله.

حين أدركَ أنها الساعةُ التاسعة، اتجه جديًّا إلى غرفته. وصل قبل أن يُشغلَ بشيءٍ آخر.

دخل بهدوءٍ ليقول كعادةٍ لاتلقائيةٍ منه: "عدتُ يا مهاب"

سار قاصدًا سريره لولا أنَّهُ انتبه لأمرٍ آخر. أمرٌ انتظرهُ في غضون الأيام الثلاثةِ المنقضية.

قال في وسطِ ظلام الغرفة التي لم يضئها إلى أعمدةُ الإنارةِ من خارج النافذة: "لقد استيقظتَ إذًا"

استدار برأسه نحو من حادثه مبعدًا عينيه عن السماء التي تشبثَت أعينه بها.

لم يَنطِق المتمدِّد على السريرِ بكلمة.

لحظات حتى باشرَ بالنهوض رغبةَ الجلوس. ساعدهُ مجد على ذلك دونَ كلمةٍ منه بدوره ليَجلسَ على طرفِ السرير يتأمل أخاهُ الذي استيقظ لتوه.

لاحظ مهاب نظراتِ مجد النادمة والمُطَمْئنةِ معًا ليُشيح بنظره معيدًا إياه إلى النجومِ البراقة.

انعَقَدت تعابير مهاب فجأة ليقبِضَ على معدته. انتبه مجد ذلك ليجذبَ الكيس من على طاولة ليمرره لأخيه.

"حاذر!"
قالها مجد سامحًا لأخيه بإفراغ معدته في الكيس. كان في معدته بالكاد ما يُذكر، لذا تقيَّأ حمضَ معدته وقليلًا مِن الدم.

مدركًا إرهاق أخيه، استمر مجد بالمسحِ على رأس مهاب من الخلف يهون عليه. قال لمن استيقظ لتوه: "لا عليك، لا عليك، افعل ما تريدهُ معدتك، لا عليك، لا عليك"

فعل ذلك حتى أبعدَ مهاب الكيس عن وجهه.

فهم مجد ذلك. مرر منديلًا للآخر. أخذ مهاب المنديل ليباشر في مسح فمه بينما أبعد شعره عن وجهه بيده الأخرى بتعبٍ واضح.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن