٣٨- الغُرفَةُ الآمِنَة

765 64 118
                                    

شَهِدَ الأثاثُ وسَمِعَت الجُدرَان
أصغَتْ الوَسَائدُ لشَكوَى الوِجدَان
احتوَتْ الأَسرَّةُ اضطِّرابَ الأبدَان
أبصَرَتْ المِرآةُ ما ذَرفَت العينَان
سطَّرَتْ المكَاتبُ ما وَارى الكيَان
خطَّتْ الأقلامُ ما دارَ فِي الأذهَان
رحَّبت الأرائكُ بكلِّ يائسٍ استَكَان
حَبسَتْ الأبوابُ كلَّ ضائعٍ حَيرَان
أخفَتْ الستائرُ ما دلَّ على هوَان
توالَتْ الأيامُ تِباعا، وتدفَّقَ الزمَان
أدبَرَ الماضي حتى باتَ من خَبرِ كَان
ما بقيَّ...هو الذِّكرى وهمومُ الأشجَان

-مها

.
.
.
.
.
.
.
.

"حتى الطبيبُ مروان؟"

أومأ مجد لاستفهام صديقه عماد.

مساعدًا مجد في ترتيب حاجياته تحدث عماد باسما: "حسنًا، إن استطعت اقناع الطبيب مروان فلا فرصةَ لي بإلزامك المشفى"

جالسًا على طرف السرير مرتبًا إياه شرح مجد: "لم تعد هناك نسبةٌ خطيرةٌ من السم في دمي، كما لم أعد معتمِدًا على المغذيات. نبض قلبي صار ضمن المعدل، كما أنَّ نسبة الأكسجين في جسدي معتدلة بقائي في المشفى أصبح دلالًا زائدًا الآن"

مغلقًا الحقيبة التي أحضرهتها عائلة مجد له ساير صاحبه: "بالتأكيد، بالتأكيد، كما تقول وتلح، وكما ترى وتعتقد"

تبسم مجد لذلك قبل أن يعزم النهوض على قدميه. سارع عماد في إسناده لولا قول مجد له: "لا عليك، بإمكاني الوقوف على قدمي باتزان، إنه السير الذي يجهدني"

متفهمًا ذلك بادر عماد بإحضار معطف مجد الشتوي ليعينه على ارتدائه ليقدر له مجد ذلك.

"أمتأكدٌ مِن فعلك؟"
كان في نبرة سؤال عماد قلقٌ مستتر.

بابتسامةٍ عُرفت عنه أجاب مجد: "سأكونُ بخير، لا تقلق لم أعد مجد ذو الثلاثة عشرة سنة"

"لقد أصبحت نسخةً مطورةً منه وحسب"

"أتمتدح؟ أم تستهين؟"

محضرًا بقية ملابس مجد الشتوية أجاب عماد: "كلا، أستوعب وحسب"

واضعًا طبق الشوكولا في كيسه قال عماد متذكِّرًّا: "زيارةُ الأستاذ وائل وسراج البارحة كانت مبهجة. لقد تعاون الصغار من الأستاذ وائل والممرضة ابتسام إلى تليد وشهاب على تغليف طبق الشوكلا هذا. لقد غلَّفه كلٌّ منهم بغلافٍ مختلف لذا توجب عليك تمزيق سبعةِ أغلفة!!"

تبسم مجد لذلك قائلًا: "قادرون هم على تحويل البسيطِ إلى مميزٍ وثمين"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن