٣٤- بِدُونِك

764 59 90
                                    

تملك صوتًا ويا له من صوت
إن فقدتُ الحياة وعلا الصمت
يستدركني يوقظني من الموت!
تقدَّم فإني سأخطو ما خطوت
وثق بأني...حذوك حذوت!
-نور

.
.
.
.
.
.
.
.

لقد كان يلهث، كما تسربت بعض دمائه من جرحٍ أو اثنين هنا وهناك، لكنَّ أيًّا من ذلك لم يمنعه من إكمال العراك.

لقد استعد له منذ مدةٍ بالفعل، وعزم أمرهُ على خوضه. ما لم يعلمه أنَّ خصومه الدنيئيين تخطو درجاتِ الإنحطاط كلها بإحضارهم جهاز سعقٍ كهربائيٍّ إلى ساحةِ القتال.

"مجموعةُ منحطيِّن"
عربنَ مهاب عن رأيه قبل أن يصوب لكمةً لأحدهم. تراجعوا إلى الخلف خوفًا من صموده لوحده.

قال البدين على هذه الإهانة مقهقهًا بخبث: "بل مجموعةُ مخادعين! هل تظن بأننا سنسمح لك بالاستمرار بالهرب؟ لن نرضى بذلك"

من زقاقٍ جانبي في ذلك الطريق الفرعي الذي شهد عراك سبع فتيانٍ ضدَّ واحد، ظهر فتًا زمردي الأعين، يقول بابتسامةٍ مستهزئة: "عن أيِّ هربٍ تتحدث، وحده مهاب من تصدى لكل عراكٍ هزليٍّ خضتوه معه. وحده من يُلحِق الهزيمةَ بكم دائما لينتهي بكم الحال تلوذون بالفرار كأفراخ الدجاج!"

"جاء الملعون ابن المجرمين!"

ألقيَّ هذا التعليق قصد إغاظةِ ابن البراري، لكنَّ ذلك لم يكن ما يحدث. بل أنَّ أسامة صرَّح بعلنية: "يبدو أنَّ ثرائي بات يُغيظُ البعض!"

"أيها اللعين!" هجمَ أحدُ الفتيةِ عليه قصد أذيته لولا أنَّ أسامة كان واقفًا فوق صندوقين معدنين على ارتفاع ٣ أمتار منعتهم من الوصول إليه.

أدار أسامة برأسه ليبصر صاحبه الذي أدميت شفاه وجرح جبينه وأصيبت يده، لم يستطع منعَ نفسه من الضحكِ من كلِّ قلبه. قال يُمسك معدته لتدارك قهقهاته: "انظر إلى حالك! لا تجيدُ السماح لهم بإيذائك!"

"أوقِف هذا الهزل وانزل من عندك! أم أنَّكَ خائف؟" كان ذلك ردَّ مهاب الذي أدلاه لصديقه مبتسما.

لم ينهي كلماته حتى هبطت أقدامُ أسامةَ بكلِّ ثباتٍ إلى جانبه.

همس لصاحبه يبدي استعداده: "أتعرفُ شيئًا؟ منذ شفاءِ كتفي وأنا أزداد تهورا، وكما تدرك الخوف ليس من مقومات التهور!"

سامحًا له بحمايته ظهره سأل مهاب متجاهلًا ما أجاب به الآخر: "لديهم مددٌ من مدرسةِ السماء، هؤلاء الخونة تعاقدوا مع أعدائهم بغيةَ الإيقاع بنا"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن