انصعت لكلامك فإذ بي أندمُ
حاربتُ رغباتك فإذ بي أنهزمُ
ما عدت أدرك على ماذا أُقدِمُ
هل أرفضُ وأصرُّ وأعزِمُ فأغنَمُ؟
أم ألينُ وأتراجعُ وأستسلمُ؟
فرفقًا بحالِ قلبٍ كاذبٍ يتلعثمُ
قلبٍ شيَّاجٍ فيه المشاعرُ تتزاحمُ
لا يصارح دواخلهُ بل يدفنُ ويكتمُ
-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.
.
أَخرسَ المنبه الذي نخَرَ في رأسه بصوتهِ المزعج. لقد استيقظَ بالفعل. على عكسِ البارحة تذكَّرَ وضعَ منبهٍ لليوم. لقد حلَّ صباحُهُ بسرعة رغمَ أنَّ يومهُ البارحةَ كان طويلًا.حاولَ النهوض ليشعُرَ بكلِّ كدمةٍ أصابت جسده وبكلِّ خدشٍ أصابه وبالتأكيد عادَ يتذكَّرُ الجرحَ الذي يزيِّنُ ظهرهُ كاملًا.
رغمَ كلِّ ذلك نهضَ متجاهلًا كلَّ خليَّةِ تصرخُ لما حلَّ بها.
حاولَ الوقوف ليشعرَ بألم لم يعتد عليه أو لم يشعُر به البارحة. كانت قدمهُ تشعِرهُ بالألم لتجبرهُ على الجلوسِ على السريرِ مجددًا. تساءلَ في نفسهِ ما خطبُ قدمهِ الآن أيضًا؟
عاودَ النهوضَ مجددًا ليمشي نحوهَ دورةِ المياه متسائلًا: "ما الذي أصابَ هذهِ القدم؟ إنها تؤلمُ حقًا"
رغمَ ما قاله استمر بالدوسِ على ألمِه مانعًا نفسه من الراحة أو الحقِّ بالشعورِ بالألمِ.
كان أسامة يستعدُّ للخروج حينَ ظهر مهاب أعلى الدرج لتُطبعَ علاماتُ الاستغراب على وجهِ أسامة الذي سأل: "لا تخبرني أن عنيدَ البارحة سيذهبُ للمدرسةِ اليوم"
ردَّ عليه مهاب مقلدًا نبرته: "لا تخبرني أن عديمَ الاهتمام بدأ يهتمُّ الآن"
تبادلَ نظرات حادة حيث سأل أسامة: "لا أظنني بحاجةِ لتذكيركَ بما حدثَ البارحة"
لم يجب مهاب لكنه لم يبدي أيَّ دليلٍ على تغير رأيه أيضًا.
تنهدَ أسامة معلقًا: "كِلانا نُدرك أنكَ عنيدٌ بقدرِ عدمِ اهتمامي، لننهي النقاشَ هنا"
وهذا فعلًا ما حدث حتى أظهرَ مهاب بعضَ تعابيرِ الألم ملقيًّا النظرَ إلى قدمه ليسألَ أسامة: "هل أصيبَت قدمكَ البارحة ولم نعالجها؟"
ردَّ مهاب مستعدًا بدورهِ للخروج من المنزلِ آخذًا المعطفَ من حيثُ كان لكنه لم يرتديه: "دعكَ من هذا سنتأخر"
عَلِمَ أسامة أن مهاب لا يستطيعُ ارتداء المعطف وحده، لكنهُ لن يستطيعَ قبول المساعدةِ منه أيضًا ليمضيَّ ليفتحَ الباب حيثُ كان كِلاهما مستعجلًا.
لقد كانا مستعجلين لأنهما لم يُدركا ما ينتظرهما، فلو عَلِما لأقفلا ذلكَ الباب.
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Teenfikceكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...