٤٠- جَارِي التَّحقِيق...

665 59 125
                                    

المُجرمُ المغفَّلُ هو مَن إنهار
فورًا عندَ إبعادِ الستار
وحتَّى قبلَ كشفِ الأسرار
فَضْحَ جُرمهِ المذمُومَ اختار
-رويد

.
.
.
.
.
.
.
.
.

في سبيلِ استمرار نشاط الشركة، توجَّب على جميع الموظفين العمل على قدمٍ وساق.

الثياب الرسمية غلبت على معظمهم، منهم من اكتفى بالقميص الرسمي ومنهم من ارتدى ربطات العنق.

حينَ تَدخُل يبدو مكتبُ شركةِ الطباعة كعشِّ نحل، عدى أنَّ هؤلاء الموظفين لا يُنتجونُ ما تنتجه النحل من عسل ولا يكاد مستوى عملهم يساوي جديَّةَ عملِ الحشرات الشقراء والسوداء الطنانة.

في حين وقوفُهما سأل نور يفحصُ مبنى شركة الطباعة: "هل نحنُ متأكِّدُون بأنَّ أخي قد سُمِّمَ في عمله؟"

متأكدًا من إمساكِ حقيبةِ عمل مجد أجاب مهاب: "هو كذلك، لقد تجرَّع السم، مما يعني أنه تناول شيئًا، وحين يأتي الموضوع إلى الطعام فكلُّ ما يتناوله مجد خارج المنزل هو القهوة، وحسنًا هذه ليست صدفة. إنها عادةٌ لمجد. مَن ظنَّ أنَّ أسامة هو من يبالغ في الحذر، فهو لم يدرِك أمرَ مجد وحسب!"

مومئًا أضاف نور: "أيَّ أنَّ سبيلَ تسميمِ أخي الوحيد يكمنُ بدسِّ السم في قهوته"

"هو كذلك"

قبل دخولهما مبنى الطباعة سأل مهاب أخاه: "إذًا، ماذا تعرفُ عن مبنى الزجاج هذا؟"

قال نور شارحًا لمهاب: "أعرفُ ما يفيد، أعرف كيفَ يتحرك أخي مجد فيه. في يوم تبادلنا كان أخي مجد صارمًا جدًّا في تعليماته لي، حتى أنه أضاف لي معجمًا للإصطلاحات التي يميل لاستخدامها في عمله وللإصطلاحات التي لا ينطق بها. ناهيك عن البدهيات كعمله ومكتبه ومديره وزملائه. تذمَّرتُ من دقة التفاصيل حينها ولكن ها هي الأمور تنقلب لصالحنا"

بابتسامةٍ جانبية أضاف مهاب ناظرًا للأمام: "أوامركُ الصارمةُ باتت تنفعنا، هل يزعجُكَ ذلك؟"

وبالتأكيد طرح سؤاله في غيابِ المقصود فلم ينل إجابة.

"انطلق يا نور، قُد الطريق ولا تنسى اتباعَ الخطة"

"حاضر"

اتجها إلى البوابة المقفلة التي لا تفتحُ إلا ببطاقةِ أحد المظفين.

سأل نور مترددًا في حين يعبثُ مهاب في الحقيبة ليُخرِجَ بطاقة عمل مجد: "هل أنتَ متأكدٌ مهاب؟ نحنُ...نوعًا ما...نخترقُ الشركة!"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن