٣٥- وُجُودُك فِي حَياتِنا

682 57 90
                                    

ظَنَنتُ أنِّي وهنَ الماضي اجتزتُ
مِن عبئ الحِمَى المُضني نجوتُ
ظننتُ أني تخطيتُ، أنني انتصرتُ
لكنَّ ما حدث، أنني سهوتُ وغفلتُ
أنَّ الحقيقةَ لا تفنى، حتى وإن تناسيتُ
-كحيلُ العينين

.
.
.
.
.
.
.
.

"وصلنا ياسينو!" أعلنَ أسامة وصول الدراجات الأربع إلى بيت عائلة الصباري كمحطةٍ لهم في طريق الوصول إلى المنزل.

"شكرًا جزيلًا!" ردَّ المَعني.

تبسَّم أسامة لشكر الأشقر ليبتسم له في حين قال نور بحماسة يلقي تحية المساء لصاحبه: "تصبحُ على خيرٍ ياسين!"

أومأ ياسين رادّا: "احضوا بليلةٍ هانئة"

لم يكد ياسين قد عبر سيرًا من البوابةِ الرئيسية للبيت يدفع دراجته بجانبه حتى فُتحَ الباب. ظهر من خلفه الرجل الذي شابهه ياسين بشدة.

"أهلًا وسهلًا بالشباب، ألنا زيارةٌ اليوم؟"

ردَّ أسامة على ترحيب العم رويد مريحًا يده خلف رقبته: "اعذرنا عم رويد، نحنُ لانزال بثيابنا المدرسية إذ لم نعد إلى المنزل حتى الآن. زيارتنا لكم بشكلٍّ مفاجئ بهذا الحال سيكون إثقالًا عليكم وحسب. اعفنا من ذلك!"

لم يلح العم رويد على رد أسامة المنمق الذي أعاد تذكير البقية بقدرةِ هذا الفتى الفلسفية.

بينما يركن ياسين دراجته قال العم رويد: "عُفي عنكم اليوم، ولكنَّ عليكم زيارةً قريبة!"

"لا رفض لنا!" عاود أسامة الإجابة.

لم يصعب على العم رويد إدراك شرود راكب الدراجة الرابع الذي لم ينطق بكلمةٍ بعد. إدراكه التام لذلك الفتى الشاب أعلمهُ أن التدخل لن يجلِب منفعة.

حين وصل ياسين إلى جانب والده وقف إلى جواره ليلقيا التحية الأخيرة على الركاب.

قبل أن تنطلق الدراجات قال العم رويد في حين استقرت يده فوق كتف ابنه: "رافقتكم السلامة يا شباب وبالتوفيق يا مهاب"

أيقظ ذاك المنادى ليعيد استيعاب واقعه.
"ها؟ أوه، أجل، شكرًا عمي"

لن يتدخل العم رويد لكن على الفتى فوق الدراجة أن يكون واعيًّا أكثر قليلًا إن أرادَ الاستمرار في ركوبها.

كانت الشمس قد أوشكت على الغياب تمامًا حين غادر الثلاثةُ البقية منزل عائلة الصباري. وحده الشفق الأحمر من لبث في الأفق دقائق إضافية قبل الخلود إلا النوم. كما لو أنه يطمئنُّ على الجميع مرةً إضافيةً بعد قبلَ أن يغربَ مع شمسه.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن