٥٩- ما خلفَ الحُدُود

359 32 31
                                    

شُعَلُ الأملِ في الجوف تنطفئ
وأنتَ حدود النصر بعدُ لم تطئ
هل يا ترى أنتَ هو المتباطئ؟
أم أنَّ القدر عليكَ متواطئ؟
إن كنتُ تضمنه فذاك خاطئ
فالفرصُ تفنى كأمواج الشاطئ
-ياسمين

.
.
.
.
.
.
.

"حسنًا إذًا يا نوري، سنعاود الإلتقاء قبل المغيب هنا لنستكمل العودة إلى الكوخ معًا، حسنا؟"

"عُلِم! كما تقول أخي الاكبر!"
قال نور يضرب تحيةً عسكريةً لأخيه.

"استمتعا معًا"

"عُلم!"
ردَّ ياسين من جوار نور بتحيةٍ عسكريةٍ بدوره.

على الخيل، انطلق حُسام ومجد.
قال حُسام مبصرًا اتزان مجد على ظهر الخيل طول الطريق: "يبدو أنَّ العصماء ارتاحت لك تمامًا"

"إنَّ ذلك من ودها هي ومِجذام، رحَّبا بنا بكلِّ عطاء، تمامًا كعائلة آل الصباري"

"كثيرٌ هذا الإمتداح"
قال حُسام يقود الطريق.

عاودا الصمت. كلاهما لم يتحدث فقد انشغل كلاهما بالتفكير بالطريقة المثلى لفتح الحوار ذاته. كيف يمكن أن تفتح موضعًا جادًّا بأسلوبٍ غير مستهينٍ أو محرِّض؟

سأل مجد ليجري حاورٌ بينهما في حين يستمر بالتفكير في كيفيةِ طرح الموضوع: "أين ستكون وجهتنا الأولى؟"

"ليسَت بعيدة، ستنزل في مكانٍ محبَّبٍ لي بعد إذنك"

"سأودُّ ذلك"

وعاد الصمتُ مع ضجيج الأفكار إلى أن وصلا إلى المكان مقصود. ينزل عن فرسه رحَّبَ حُسام: "أهلًا بكِ مجد، أدعوكَ لزيارةِ مختبري"

أذهِلَ مجد لتلك الفكرة ليقول نازلًا عن الخيل بدوره يتأمل المبنى الذي توسط الشجرة العظيمة أمامه: "هذا مبهر! أمِن صنيعكَ هو؟!"

يستدير حول البيت في بطن الشجرة أجاب حُسام: "من صنيعي مع توائمي"

"توائمك؟"

"الثلاثة"
قال حُسام يسمح لخيله بالتحرر من لجامها. حين أبادى رغبته بالإنطلاق في اتجاهٍ معيَّن، انتبها إلى وجود ثلاث أحصنةٍ ترعى في المرج الصغير بالفعل.

يخاطب خيله يربت عليه لينطلق قال حُسام: "أوه، ممتاز، حسَّان سيعتني بكَما"
وبذلك انطلق الحصانان نحو ذلك المرج.

"حسَّان؟"

مستديرًا جهة مجد وضَّح حسام: "إنه ذاته توأمي حسَن، حسن اختصاري لاسمه وحسب، نفعل ذلك نحن الأربعة"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن