٦٣- سننتصِر!

872 41 95
                                    

إن المشاعر دوامةٌ ضاع في غياهبها البشرُ
فلست تدري الشعور كيف تصفُ أو تفسرُ
ليس الأمر ببسيطٍ فحينًا تحزنُ وحينًا تسرُّ
ودون سابقِ إنذارٍ ما عادت الكلمات تعبرُ
كما لو أنها تدري كيف تختفي حين لها تُطَّرُ
وإن لجأت لقلمٍ، فلك من الأسطرِ صفرُ
كما لو أنك بيمينٍ تكتبُ والحال أنكَ أعسرُ
فليس شيئًا محسوسًا تمسكهُ أو تبصرُ
إنه ذاك الشعور الدفينُ حيث الروح تؤسرُ
- مها

.
.
.
.
.
.
.

"إنه ينهض...كما لا يفترض أن يفعل"

تبادر ذلك الصوت إلى أذنه كما لو أنه كان تحت الماء. لم يحاول فتح عينيه إذ انشغل باستيعاب ذلك الشعور الذي ملأ جسده مشابهًا شعور الدغدغة التي يبغض.

"لعله أصيب بعدوى مجد"
ورغم ضُعفِ الصوت، استطاع طريح الفراش معرفةَ ذلك المتحدث بنبرته الساخرة شبه المبحوحة.

ماذا يقولُ البائس؟
تساءل في نفسه قبل أن يتحامل عليها ينهض جسده عن أيًّا كان ممددًا عليه.

بعد تدليكِ رأسه الذي انزعج لنهوضه بدوره، فتح عينيه أخيرًا ليبصر أقدامه. سريعًا ما تنبه للضماد الذي شدَّ على وسطه ليعود لاستيعاب ما حدث قبل قيلولته. رغم كونه عاري الصدر إلا أنَّ الضماد ألبسه سترةً بيضاء.

"أجل، أجل، تصرَّفت كالأبطال لكنكَ لم تمت مضحيًّا بطوليًّا مثلهم"

عاد صوت زمردي الأعين للوصول إليه. حين حاول تتبع الصوت أدركَ أنَّ صاحبه كان مشغولًا بتحريك أصابعه فوق عدة لوحات، يراقب عدة شاشات، بسماعةٍ تغطي إحدى أذنيه، بنظارةً طبيةٍ لزمرديتيه، يعير ظهره إلى المصاب.

بدا كما يبدو في بيته، لكن بأثاثٍ طبيعيٍّ أكثر بدائية، وبتركيزٍ أشد دونما الإنفصال عن ما حوله.

حين لم ينل الزمردي ردا، التفت برأسه ليبصر مهاب. تبادلا تواصلًا بصريًّا للحظات قبل أن يعاود أسامة الإنشغال بما أمامه من حواسيب.

-"ماذا جرى؟"

-"اقترابُ هلاكك"

-"وبعد؟"

-"لم تهلك"

-"وغيره؟"

-"عالجك الطبيب شادي في اللحظةِ الأخيرة، ومن المفترض أن تكون في غيبوبة"

-"وبعيدًا عني؟"

زفر أسامة قبل أن يقول رافعًا النظارةَ قليلًا فاركًا ما بين عينه دون التوقف عن ما يفعل: "بدأت مهمةُ إبادة الزناد"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن