١٣- سأجِدُك، مهمَا كلَّفَ الأمر

897 73 34
                                    

أتمنى لو أكتسِبُ ألمَك
لعلِّي أحميكَ مما آلمَك
لعلِّي أُبعِدُ عنكَ وحدتَك
أخبرني، إن قاسيتُ ما تقاسي وَحدَك...
هل ستبتَسِمُ وتدعني أرى بهجتَك؟
هل ستأنَسُ حينَ تعلمُ أنني أتألَّمُ معَك؟
-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.
.

دخلت بخطواتها المتسارعة ليصدرَ صوتُ صدى تخبُّطِ كعبِ حذائها في كلِّ الأرجاء. وتيرةُ خطواتها وتخبيطها بأقدامها ودفعِها للباب بقوة كان كافيًّا لإبداء غضبها وإعلامِ جميع من في تلكَ المساحةِ المقززة أن تلكَ السيدة في مزاجٍ عكر.

فتحَت فمها لتَلعَن دونَ تردد: "اللعنةُ عليه! ما كانَ عليَّ سوى تسميمُه من أولِ مرةٍ رأيتُ فيها وجههُ العفن!"

"ما الخطبُ أيتها الزعيمة؟" تحدَّث أحدُ الرجال الذي قام ليله يصنعُ الجروح على جسدِ المقيد.

التفتت المرأةُ إليه لتصرخ في وجهه: "أنتم الخطبُ والمشكلة! انقلعوا جميعًا من هنا!!"

"ح-حاضر! لكن ماذا عن الرهينة؟" سأل أحدهم.

غاضبة سارعَت في خطواتها لتفتَحَ أحدَ الأدراج المظلمة وتخرِجَ جمادًا منها ما كان إلا إبرة لتقول متذمرة: "فعلنا ذلك مئات المرات ولا زلتم تتسائلون؟ يالكم من حمقى! نوموهُ وحسب"

ودونَ تردُّد أدخلت الإبرةَ في ذراعِ الفتى الذي لم يُبدي أيَّ حركة.

قال أحدُ الرجال وهو يلِمُّ بالخروج: "فقط لنعلِمَكِ يا زعيمة، جرعةٌ واحدة ما عادت تكفي لتنويمِه، نستخدمُ اثنتين!"

"أخرُج من هنا وحسب!"

قالت ذلكَ لتؤكد طردهم. عادت لفتحِ الدُّرج لتخرِج إبرةً
أخرى وتعبء الأولى. بعد فعلتها غرزت إحداهن في معصم الفتى وأخرى في رقبته لتحدِّث الفتى بالرأس المنحني للأسفل: "أيها اللعين، لا تكفِيكَ جرعة! خذ ثلاثًا لعلَّ ذلك يقضي على لسانك السليط أيضًا!"

بعد فعلِها وعدمِ إبداءِ الفتى أيَّ ردةِ فعل، اتجهت إلى زاويةِ أخرى من ذلكَ المكانِ الفسيح لتضغط عددًا من الأزرارِ والأرقام. عدَّلت من شعرها المسرح وهَندمت من ثيابها غاليةِ الثمن والمليئة بالفراء تنتظرُ ردا.

وأخيرًا ظهرت شاشةٌ وهمية على الجدار حيثُ بدا رجلٌ بعينينِ بدت كعينيّ وحش بهالةِ ضاري.

كانَ الرجلُ يجلسُ في كلِّ رخاء على كرسيٍّ من الجلد باهض الثمَن في حينِ شابَك أصابعَ يديه معًا.

بدأ الحديثَ هو: "ماذا تريدين؟"

قالت تدعي الثباتَ والضراوة: "تدينُ لي بالكثيرِ من التوضيح"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن