١١- قلبهُ الحاني

1K 74 60
                                    

مَدَدتَ لي الذِراعَ لأنهَض وأجِد
بذلتَ لي الكتفَ لأستنِد
مهَّدتَ لي الطريقَ لأستعِد
وفَّرتَ لي الأمانَ لأجتهِد
خفضتَ لي الجناحَ حينَ أرتعد
بتَّ المأوى لي حينَ أبتعد
رغبتُ بشكرِكَ صادقًا فلم أجِد
حقًا يُوفي من أوفى حتى دونَ أن يَعِد
-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.
.

بعدَ إنهاءِ الإفطار، أخذَ ياسين على عاتقه تنظيفَ الطاولة وترتيبَ الصحون وغسلها فليسَ بإمكانِ الاثنان الأخرانِ فعلُ ذلك.
في حينِ صعدَ أسامة للأعلى بقيَّ نور حيثُ كان ليبقى ياسين إلى جانبه.

تحدَّث نور من تلقاء ذاته: "ياسين اسمعني، أدري بأن ما سأتفوهُ به لن يكونَ إلا محضَ تُرَّهاتٍ وتفاهات، لكنني أريدُ قوله!"

ردَّ علي ياسين: "لما المكابرةُ إذًا؟ لتحُلَّ عقدةَ لسانِك وتتكلم"

وفعلًا أومأ نور قبلَ أن ينطِق بكلماته: "هذهِ سخافة! مما فهمت أنني وبشكلٍ مفاجئ أتبادلُ جسدي مع إخوتي ومن ثمَّ يحصلُ كلٌّ منا على ألمِ إصاباتِ الآخر!"

أومأ ياسين معلقًا: "أجل، إن اخترتَ هذه الكلماتِ لوصفها"

استطردَ نور والغيضُ بادٍ على وجهه: "وماذا كنتُ أحاولُ أن أفعل طوالَ الوقتِ إذًا؟ أُخفِي إصابتي عنهما؟ يلا السخافة، كانا يكسبانِ ألمها بالفعل!"

ذلكَ الضجر والكلماتُ الصاخطة لم تكُن على لسانهِ مطلقًا سابقًا لكنهُ لم ينتهي بعد بل استمر: "كما لو أنَّ هذهِ الظاهرة تستخفُّ بي. (تريدُ أن تخفيَّ شيئًا عن إخوتك؟ لا تقلق سأُعلِمُهم أنا بأن أُجبِرهم على خوضِ ألمك!) كما لو تقولُ لي ذلك!"

"ومما أنتَ منزعجٌ إذًا؟"

ملتفتًا إليه عادَت نبرةُ نور إلى طبيعيتها ليُصارِح صاحبها: "لم أُرِد لإخوتي...خوض ألمِ ضعفي، كلُّ ما أردت أن يتفهَّما حالي"

محتفظًا برزانته تحدَّثَ ياسين: "ولكن ألا يَصبُّ ذلكَ في نهرِ تفهُّمِهما لكَ يا نور؟"

"ما الذي تعنيه؟"

"إنها الخطواتُ الصعبةُ الأولى لتتقبَّلَ حالك أنت وترضى لإخوتِكَ بتفهمه"

تصنَّمَ نور في مكانِه للحظات يُراجِعُ ما قيل ويفكر فيما يمكنُ أن يفعل. طالَ صمته حتى تحدَّثَ بعَزم إلى صديقِ عمره: "ياسين، بصراحةٍ أجبني، ألا تواجِه أيَّ مشكلاتٍ في حياتك؟"

زرعَ ذلكَ تفاجأً في ملامحِ ياسين الذي أجاب بعدمِ فِهم: "ما مِن حياةٍ دونَ ابتلاء، بالتأكِيد هناك مشاكل لكن بالتأكِيد هناك حلولٌ أيضًا"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن