٢١- مُكابِر

884 71 54
                                    


بُكاءئي دمعُ ضَحكٍ ولَعِب
جُرحي دم تبرعٍ مُنسكِب
ألمي شعورٌ زائل مقتضِب
عزلَتي مجرَّد مزاجٍ متقلِّب
فما بِكَ تقلقُ وتضطَّرِب؟
أنا بخير، أم أنَّك هذا تستَعجِب؟
-ياسمين

.
.
.
.
.
.

ملقًا على سريره سأل مهاب بتذمر: "متى سأخرجُ من هنا وحسب؟!"

ردَّ العم جلال بتذمرٍ شابه تذمُّر الأول: "متى ستنضجُ وحسب؟! أتريدُ حقًا الخروجَ من المشفى بهذا الحال؟"

أجاب فورًا: "بالتأكيد! الأمر سهلٌ جدًا، كلُّ ما عليكَ فعلهُ هو إقناعُ الطبيب!"

"ومَن يفعلُ ذلك دائمًا؟" كان أسامة من سأل يدركُ الإجابة.

التفتت أزواج الأعين الثلاثة نحو واحدٍ منهم تطلب الطلب نفسه.

متشككًا سأل مجد: "ماذا إن ساء وضعكَ بسبب ذلك؟"

"ليست مشكلةً أبدًا، كلُّ ما علي فعله هو التبادلُ معك!"

لم يكن جوابًا مقنعًا ليطلُب مجد تبريرًا أفضل.
تبادل الإثنان تواصلًا بصريًّا حاد دام للحظات. كما لو كانت حربًا باردة!

استلَّ مجد أحد دفاتره الذي أصرَّ على العم جلال لإحضاره له قبل أن يُدبر نحو الباب قائلًا: "احزم أمتعتكَ لحين عودتي، سأحملكَ مسؤولية صحتك مع أول خطوةٍ خارج المشفى"

قال كلامه وخرج لتضيع منه فرصةُ إبصار الدهشة التي علت تعابير مهاب للحظات قبل أن ترتسم ابتسامةٌ طفيفةٌ على شفتيه.

هذا الفتى يستطيعُ الابتسام إذًا!

وفعلًا لم يتفاجئ الثلاثة حين عاد مجد بعد خمسةَ عشر دقيقة مع إذن الطبيب بخروجه ومهاب معًا من المشفى. عاد محملًا بالكثير من الملحظات أيضًا، بشأن الطرق الصحيحة للتعامل مع إصابات مهاب، وعن موعد فحصه القادم، وعن التصرف الصحيح في حين تضررَّ لسبب أو لآخر.

تبسمَ مجد حين وجد الغرفةَ مرتبةً عن آخرها، يبدو أنهم لا يشكِّكون في مهاراته في الإقناع.

أشكالُ الأجساد المرمية على الأسرة والمقاعد المرتبة كادت تجبرهُ على الضحك. لقد نهضوا لترتيبِ المكان، ثم عاودوا الاستلقاء كعديمي النفع.

"هيا بنا إذًا"

لم يتحرك أحدهم ليحمل مجد حقيبته التي احتوت أمتعته ويمضي صوبَ الباب قائلًا: "حسنًا إذًا، أنا ذاهبٌ للإعتذار للطبيب وإقناعه بإجبار المصاب على التزام السرير حتى أجلٍ بعيد!"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن