٥٤- مَا هِي الحَقِيقة؟

435 45 26
                                    


أنتَ في إيلامي مُحتَرِف
وبحقِّي جرائمَ تَقتَرِف
بسكِّينِكَ روحي تُنعقف
قلبي بِهِيَامِكَ مُنجَرِف
وعالَمي بدونِكَ قد قَرِف
دونَ قُربِكَ روحي ترتَجِف
عقلي بسببِكَ قد خَرِف
لمَ لا تُريحُني وتعترِف؟
فبِلاي الحب لن تَعرِف!!
-نوَّار

.
.
.
.
.
.
.

"إذًا، ما فهمتهُ هو أنَّكَ أحضرت الصندوق من الغابة لتضعه في غابةٍ أخرى؟"
سأل مجد أخاه الذي أخذ بهم إلى الغابة لإحضار الصندوق.

"وماذا أردتني أن أفعل؟ الفيلة لن يترددوا أبدًا في انتشال أيِّ شيءٍ من أيدينا، والصندوق المريبُ ذاك سيجعل المتواضع يطمع!"

تنهد مجد ليقول نور من خلفه: "لكنهم قالوا أنَّ بإمكاننا العودةَ إلى المنزل عصر اليوم، ألن نفعل؟"

متقدمًا الأربعة قال مهاب يأخذ خطواته فوق العشب الذي ذاب الثلج عنه: "المنزل لم يعد لنا، منذ عَلِمَت العصابةُ اترتباطنا بوالدنا"

بات يناديه والده...هذا تقدُّم.

"كم توغلتما في الغابة في منتصف الليال؟"

"ما يكفي لإشباع ذئبٍ وشبل"
ردَّ مهاب.

ذلك أعاد نظر مجدٍ لرابعهم. ذاك الذي هزل كثيرًا مؤخرًا.

تأخر في خطاه ليجاور المعني.

"أسامة"
نادى مجد من كان يسير خلفهم دون وعيٍّ حقيقي.

توقف أسامة، نظر إلى مجد بشيءٍ من الإستغراب. قال بعد لحظة: "حتى أنتَ بتَّ تناديني أسامة؟"

أخذَ مجدُ لحظته من الصمت. يبدو أنَّ نداء هذا الفتى بالاسم الذي أطلقه عليه والداه بات يؤجئجه.

"أسامتي، لم تخبرني، كيف بات شعورك وأنتَ في الثامنة عشرة الآن؟ حتى أنتَ مهاب"

قال مجد، ولم يحبِّذ أن يعزِّز مشاعر الفتى بنبذ اسمه. أراد استعطاف قلبه بندائه باسمه مع الإضافة التي اعتادها أسامة منه. كما أراد تفقد حاله، لذا سأله عن عمره، عله بذلك يرقق قلب الفتى بتذكيره بأنَّهُ على إطلاعٍ واهتمامٍ بتطوره ورشده. وأخيرًا، أراد تلطيف الذبذبات المحتدمة الذي تبادلها الصاحبان دون صوت.

"كأيِّ مومياء سارت على الأرض لعقدٍ وثمانية سنين"
ردَّ أسامة يدعم قوله بتصرفاته.

"وأنتَ مهاب؟"

"هيه، كأيِّ مومياء أخرى سارت على الأرض تلك السنين"
ردَّ مهاب كرد صاحبه.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن