٤٩- هُم يَعرِفونهُ جيِّدًا

590 49 165
                                    


بعضُ المغامرات....لا تنتظر المقدِّمات

-جلال

.
.
.
.
.
.
.

حين وجَّه براء نظره نحو الصوت تفاجأ لتتسع عينيه بعد أن أبصرت ذلك الرجل الريفي الأشعث الأسمر يقول ما قال مبتسمًا بكلِّ ثقة.

"جلال؟!!"

"نادني ابن الجبل!"

من جواره علا صوت صاحبه الأشقر: "الشرطةُ هنا، ضع القلم أرضًا واستسلم، لم تُجِد كتابةَ نهايتك أبدًا!"

"رويد!"

اندهش براء في حين قال جلال ببعض الإنزعاج عاقدًا ذراعيه فوق حزام بندقيته الجلدي الذي ثَبُتَ على أحد كتفيه: "ناديه بابن السهل، هل نسيتَ ألقابنا بهذه السهولةِ يا ابن الجرف؟!"

بدل الإجابة ركَّزَ براء نظره نحو المجال الذي انطلقَ منه السهم، فلم يكن أيٌّ من جلال أو رويد يحمل قوسًا أو نبال.

لم يطل جهله إذ ظهر إلى جوارهما شخصٌ ثالث. أحكمت قبضته إمساك قوسه والتفَّت أصابعه حول قوسه. بثيابِ نومٍ علاها معطفٌ طويل. أبعدت خصلات شعره عن جبينه لتستقرَّ كمادةٌ لاصقةٌ بدلًا عنها.

نعم، نحنُ نتحدَّث عن الابن الكحيل.

"أيها الشقي! لقد تركتُكَ نائمًا!"
قال براء باسمًا لابنه الذي أنقذه لتوِّه.

بابتسامةٍ ماكرةٍ مشابه ردَّ مجد: "لقد بدوتَ ككتابٍ مفتوحٍ بحبكةٍ مفضوحة، اعذرني أبي، سأكون أنانيًّا بجعلك تعتني بي وبإخوتي، لكنني سأكون إنتهازيًّا أيضًا في حمايتك"

"أيُّ جاهلٍ كان ليدرك ما تنوي. أحقًّا ظننتَ بأنَّك ستباغتنا مثلًا؟؟"

"ووه، الشقيُّ الثاني هنا أيضًا"

علَّق براء على الشاب حالك العينين الذي وقف قربَ أخيه. فوق ثيابه المدرسية، ارتدى إحدى بذَّات الشرطة، كتلك التي يرتديها رويد. أما شعره، فخصله الحالكة أخذت حريتها كما تشاء.

واقفًا بحيث بقيت رسمة الشفق الأحمر خلفه تحدث براء بهدوءٍ متخصرا: "مدِينُون لي بتفسير"

"لك هذا!"
رد جلال يبدأ بتجهير بندقيته.

///لنعد بالزمن قليلًا وحسب\\\

في اليوم ذاته، وفي حين كان الفتيةُ في مهرجان مدرسة السلام الشتوي السنوي، كان المفتش رويد في مكتبه يباحث الكثير من الأمور.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن