٥٣- تَكَالَبَت عَليهِم

449 44 35
                                    


لأنهُ لم يخطر على البال
لا يعني ذلك أنه استحال
فقد صدق قول من قال
دوام الحال من المحال
-ياسمين

.
.
.
.
.
.
.
.

"لمَ لم يخرُج مجد بعد؟"
سأل نور أخاه إلى جواره.

منتكسَ الحال ومنزعجَ الذات ردَّ مهابٌ وقد تشنَّجَ جسده وتيبَّس من مقعد الإنتظار الحديدي في مخفر الشرطة: "أخبرتكَ أنَّ عليك العودةَ وحسب"

"وإلى أين عساي أعود؟"

"إلى حيثُ النسوةُ طبعًا"

"أتستصغرني يا أخي؟"

"أجل، أستصغرُ وجودكَ في مخفر شرطةٍ بعد إعتقالٍ باغي. أنتَ في معاييرهم الهوجاءِ طفل، فأنَّ لهم أن يفعلوا بطفلٍ ما فعلوا؟"

تذكر نور ما حدث ليعيد إسناد رأسه إلى المقعد والجدار خلفه. إنهم يعرفون...إنهم يعرفون حقَّ المعرفة بأنهُ ليس مجرما...ورغم ذلك شعر نور بأنهم أرادوا ذلك. أرادوا أن يكون مجرمًا ليوافق الفرضية التي رسمتها عقولهم.

"هذا ليس ملجأ مشردين، إنه مخفر شرطة، لا نحوي المتسولين هنا. جِدا مكانًا آخر للمكوث فيه"

حادثهم أحد رجال الشرطة بفظاعة.

"هيه، بل هو كذاك، أنتم من أحضرتمونا إلا هنا ظُلمًا وتسلطا، تحمل المترتبات على فعلتك، أم هل تراهم الشرطةُ معفيُّون من ذلك؟"

"يبدو أن المعاملة أعجبتكَ يا فتى! أتريدُ خوضها مجددًا؟"

حاول استفزازه.

دون إزالةِ ابتسامته المستفزة التي ردَّها الضابط له ردَّ مهاب: "هيه، لأخرجنَّ منها مبرأً من كلِّ مزعوم!"

هدَّأ نور أخاه حين بدأ الحال يحتدُّم بشدةٍ بينهما.

"دعكَ عنهما، دارهما تحت التفتيش المُطلق، لم يؤذن لهما بالعودةِ أصلًا"
صدر صوتٌ من رجلٍّ باهت البشرة قصيرٍ في القامة. كان قد دخل المخفر بمعطفٍّ شتويٍّ بني خلق تشابهًا بينه وبين المحقق الشهير شيلوك هولمز.

"ماذا جاء بكَ إلى مخفرنا أيها المحقق مؤيد؟"

فاردًا ذراعه يبدي تململه الشديد أجاب المحقق: "إنكم أنتم من أوقفتم مفتشي عن العمل! بات عليَّ أن أفرنقع من مكتبي لأحضر عملي إليَّ وأكسب رزقي!"

"هكذا إذًا"
ردَّ الشرطي قبل أن يستدير وقد استطاع المحقق تشتيت تفكيره بشيءٍ آخر.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن